كتاب وشعراء

الأدب العربي والغربي : جدل الإبداع ….. من إعداد الصحفي والكاتب اليمني عميد المهيوبي

*الأدب العربي والغربي: جدل الإبداع*
الصحفي/عميــــد المهيوبي

أدبنا العربي معروف وهو الشعر العمودي وفن الخطابة والنثر الخطابي والرسائل الديوانية

وأما عن قصيدة النثر والروايات النثرية فهي فلسفية وحقيقة الأمر هي غربية وليست عربية فقد ظهرت قبل الشعر العربي العمودي وتعتبر “ملحمة جلجامش” أقدم عمل أدبي في تاريخ البشرية، وهي نص شعري ملحمي سومري/بابلي كُتب على ألواح طينية باللغة الأكدية بخط مسماري، ويعود تاريخها إلى ما بين 2100 و1200 قبل الميلاد.
تشكلت قصيدة النثر في الغرب نتيجة لعدة عوامل أهمها هو الظلام الذي كان يحاصر الغرب في القرن التاسع عشر والذي نتج عنه الكثير من المدارس الفلسفية والفكرية التي أدت لظهور قصيدة النثر بشكلها الجديد على يد شارل بودلير في القرن التاسع عشر بشكل رسمي وقبله كان الغرب يكتبون قصائدهم دون أن يضعوا أي قاعدة لها وعندما جاء بودلير استطاع أن يخرج قصيدة النثر بقالب جديد منذ تلك اللحظة، وُلدت قصيدة النثر الغربية كما نعرفها، متحررة من إيقاع العروض، متماهية مع الشعور، مجنونة بما يكفي لكسر القواعد، لكنها محكومة بـ”شرط الشعرية”: الصور الغزيرة، العمق الرمزي، واللغة المتجاوزة للسرد العادي.

فعندما نقول أن الأدب كله عربي نحن نظلم الأدب العالمي فقصيدة النثر لم تأت إلا من الغرب وهم من أطلقوا عليها اسم قصيدة وهذا ما اتفق عليه العرب حينما وجدوا في النثر الغربي ما يفوق نثرياتهم فوجدوا أن القصيدة العربية الأصل
يجملها العروض والبلاغة والقافية وقصيدة التفعيلة والإيقاع الداخلي والخارجي والتزامها بتفعيله الشعر وإن كانت طويلة وأما القصيدة الغربية وهي قصيدة النثر فقد فلا تسمى قصيدة إذا كانت من كلام العامة والخطاب النثري والسردي وما يميزها ويجعلها قصيدة هو غزارة الصور الشعرية والغموض فيها وهذا ما يجعلها جميلة بخلاف كلام العامة السردي.

الشعر في جوهره ليس تفعيلةً ولا قالبًا بل نفس إبداعي يبحث عن خلاصه في اللغة.
وإن أردنا لثقافتنا أن تحيا علينا أن نكتب كما نكون: بلغتنا بإيقاعنا وبتجربتنا.

الاحتكام للغرب في قصيدة النثر والرواية لابأس به ولكن بدلاً من التقوقع وارتداء معاطفهم عليك أن تفكر ككاتب كيف تأتي بصورة جديدة لم يسبقك أحد لها وليس أن تأتي بما جاء به الف شخص من قبلك وتختزل المعاني فقط وتبلورها بشكل آخر كاستخدام كلمة الرب في قصيدة النثر العربية دون أي غرض أو مبرر غير أن الغرب استخدموها من قبل
والذين يعتذرون بالحداثة عليهم أن يعودوا لما كتب البردوني وشوقي وكيف استخدموا مفردات الحداثة في إطار القصيدة العمودية ومن لم يعرف الحداثة فعليه بنص “امرأة الفقيد” للبردوني ونص ولد الهدى لشوقي
وإذ قال أحدهم أن ما يجعله يهرب للأدب الغربي هو الحكمة فقل له لا بأس ولكن هات لنا حكمة لم يأنِ بها كُتاب الغرب من قبلك فالحكمة ليست مفردات سطحية إنما هي نشاط عقلي يفتقر إلى الخيال، وهي أفكار مجردة من الإبداع و”المعانى مطروحة فى الطريق يعرفها العجمى والعربى والبدوى والقروى والمدني” حسب الجاحظ

طبعاً لا ضير أن تقلد في بداية مشوارك الأدبي حتى تتمكن وتصبح كاتب متفرد فالكبار كانت بداياتهم بالتقليد وهذا ما أورده البردوني بكتابه قضايا يمنينة قائلاً: “لا ابرىء نفسي من التقليد لأن التقليد منبع الأصالة ومن ذا يولد فناناً أو مفكر، إنه لا يجدد أي أحد إلا بعد تقليد
اعترف أنني حاكيت الكثير من اخواتي الكتب فأنت تعرف أن (الدكتور طه حسين) في كتابه “حديث الأربعاء” قلد (سنت بيف) بكتابه “حديث الأثنين” ، وكلا الكتابين مجموعة مقالات كان الأول ينشر يوم الأربعاء والثاني ينشر يوم الاثنين”
فالعيب ليس بالتقليد إنما بالتقوقع وعدم الخروج من عنق الزجاجة في الأدب
وللأسف الأدب المعاصر كله عبارة عن كومة تقليد فالتغريب الذي يعيشه الأدب في العصر المعاصر فضيع جداً واساءة للعرب والثقافة العربية والادب العربي
وكثير من النماذج موجوده في هذا المجال
وأيضاً الذي يحاولون أن يكونوا عرب ويكتبون كلام العامة على أنه قصائد لهم إما بطريقة سردية لا ترتقي لمستوى النثر بشيء أو بقصائد عمودية كل مافيها أنها كلمات مرصوصة ومحافظة على الوزن الشعري مع خلوها من الشعر العربي فهولاء لا ينتمون للشعر بشيء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى