كتاب وشعراء

قلت : هو البحر …..بقلم عيد صالح

هيلوح لي خلف شمس تتواري
وأفق يصبغ السماء بأحمر الشفاه
في قبلة حري في التقاء السماء بالماء
ذلك الغامض الملئ بالأسرار
في مده الجزر وفي جزره المد
قلت يا بحر أنا خصيمك مالم تبح لي
بما طويته في الأعماق وما ثوي بين الشعاب والصخور
أيها الساحر المستبد كم فتي غض الإهاب وفتاة في ريعانها
أغويته وأغويتها في هودج الموج سحبته وسحبتها
ليستقرا في قاعك الرهيب للأبد
لم تكن عروس البحر عند شاطئ الحلم
ولم تكن هناك في الأفق
مليكة تخاتلني تحت جنح الموج والإحتدام
كان ثمة رجفة في القلب وقشعريرة في الروح
لا من يهمس أو يبوح
لكنها جنية البحر تراوغني من بعيد
وتختفي لتزيد حرقتي واشتياقي
قلت يا بحر أنا خصيمك ان لم تفك شفرتها
وتعيدها لي بغير ذيلها
وجبروت فتنتها وجموحها الغضوب
قالت الأمواج وهي تتهادي وتتثاءب قبل أن تنام علي رمال الشاطئ وتذوب
لا تزعجني بما ليس عندي له جواب
فأنا لا اعرف من أين جئت
ولا متي أهدأ أو أثور
قالت الرمال احفر هنا وشيد قصر طفولتك
وكهف أجدادك وانتظر المد الذي يجرفها
ويعيدها للبحر وخذ قبضة مني
واقذفها في الفضاء
فقد تخرج العروس من ثبج الماء في أوج زينتها
وتلتقيان علي محفات حلمك المنشود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى