السفير أيمن زين الدين يكتب :ما يحدث فى سوريا لا يبقى فى سوريا….

سياسة إسرائيل تجاه سوريا، وقرارها حظر وجود سلاح جنوب دمشق، وما تقوم به من هجمات لإنفاذ هذه القرار، مسألة تتعلق بسوريا جزئياً فقط…. إلا أن النتيجة الأهم والأوسع لها، والتى ستذهب إليها إسرائيل حتماً (سواء لأن هذا هو قرارها من الآن، أو لأن هذا هو التداعى الطبيعى للأمور)، هو فرض هذا المنهج تدريجياً على كل الدول المجاورة: من غربها إلى شرقها، ومن شمالها إلى جنوبها، وفى عموم الإقليم، بما فى ذلك مصر وإيران وتركيا والسعودية…..
لن تستطيع إسرائيل تحقيق ذلك إذا قاومها جيرانها، لكن شدة هذه المواجهة وطولها يتوقف على مدى مبادرة جيران إسرائيل بالتصدى لها بقوة وجدية وسرعة، سياسياً ومخابراتياً واقتصادياً وعسكرياً (بالاستعداد أو حتى بالعمل العسكرى المباشر فى الحالات التى تستدعى ذلك)، واستغلال لنقاط الضعف الداخلية والخارجية بها، والتى أصبحت ظاهرة بعد حرب العامين الأخيرين…..
الحالة التى أصبحت عليها إسرائيل الآن تجعل المستقبل لا يحمل لنا سوى خيارين لا ثالث لهما: المواجهة الحازمة والنشطة بكل أشكالها، وتحمل التكلفة الكبيرة لهذه المواجهة، أو قبول مستقبل كالذى تحاول إسرائيل فرضه فى سوريا، يما يعنيه من انكسار وخضوع وهوان، وحالة من الفقر وعدم الاستقرار والتفكك….
إسرائيل، وليس حرية الشعوب والديموقراطية، هى التهديد الحقيقى لأوطاننا…..