ظلان للشاعر المصري القدير محمد أبو عيد

ظلان …؟
الساهون عمدا
الساهون خوفا
أسماعهم الشاهقة
لا عين سكنت فيها ولا قلب !
تمددوا على هامش الضفاف
ليستمتعوا بحديث البحر الصامت !
وهنا فوق هذا الصدأ الصادح
بقية من أنفاس مبعثرة ؟
ظلان جميلان من نسل شجرة طيبة
يتمسحان بضوء عجوز
لا جدران لهما ولا مرآة
يبحثان في أشلاء الحياة وبراكين الصقيع
عن مدينة كان لها أجنحة وأغنيات دفيئة
الزهرة ذبحوا عطرها من شذراته
لم يكن قرباناً للغد
كان قرباناً لقراصنة الهباء
ظلان ؟ شارع .. نافذة
الشارع ؛ يتدحرج في شرود مرئي
النافذة ؛. شقت صدرها
عل المارد يخرج فواحا
يهد الغبار ويمحو أكوام الرماد
لم يكن في صدر النافذة غير العدم البصير
شارع ؛ قدم للسبت كل حصاده من اللؤلؤ القاني
نافذته سقطت من أخر أنين محطمة المسالك ؟
لم تجد الأحد ليتلقف حرائقها بلقاء !
أين مزامير الأمطار أين همسات الحنين
أيام الماء رحلت إلى حيث لا أسم ولا مسمى
وهن الدفء واشتعل الخوف ثلجا
وليس بنساء المشارق مدينة واحدة حبلى بشمس
لم يكن زكريا موجوداً عند ناصية اليوم
مازال البحث يضاجع استمرارية عقيمة !
الأرض اعتكفت في محراب المرآة
صلوات طويلة عميقة الابتهالات تنتظر المنتظر
والمنتظر في سر ما ينتظر قيامة كل منتظر !
من بين هذا الدمع المتقد
وتلك الغيمة البيضاء الباردة
هل تخرح البشارات القديمة في ثوب جديد
تأذن للسماء بهطول الأسرار الأخيرة
لتنبت الأرض جنيناً مضيئاً للقدر ؟
محمد أبوعيد