كتاب وشعراء

مخاض…..بقلم خير الله قاسم

مخاض
أشياءٌ لا تُفارقني
دمُ أجدادي
وترابُ وطني
أشياءٌ لا تُفارقني،
تسكنني كما تسكن النارُ في الجمر،
وكما يسكن النداءُ في صوتِ المغنّي الحزين.
أيًّا كان الطريق،
ومهما تاهت الجهاتُ
فأنا واقف،
والخطواتُ تسبقني
كأنها تعرف وجهتي أكثر منّي.
فالدمُ يسقي تربتي،
والوطنُ يشتعلُ في قلبي
من نور شمسٍ لا تغيب،
ومن قمرٍ ينسجني
في صمته وبردِه
وخيطِ ضيائه المرتعش.
بين طيّات الزمن
وفي نهاياته المتكسّرة،
يمتلئُ بي
كما امتلأتُ به،
فنحن متداخلان كحلمٍ قديم،
كصورةٍ غير مكتملة
في مرآة منسية.
وأظلّ منتظرًا…
أن يكون دمُ أمي كفني،
وأن يكون وطني
لحظة الجنازة،
والمشهدَ الأخير
في لحدٍ يشبه القصيدة،
في أرضٍ لن تبيعَ موتي
كما باعتْ سنينَ حياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى