فيس وتويتر

أشرف الصباغ يكتب :قريبا سنعود إلى مناقشة مشروع الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد ومشروع نيوم،

أرجوك، متزعلش مني، ولا تعتبرني باعمل لك عملية إحباط.. وبلاش تقول عليا صهيوني منبطح..
قريبا سنعود إلى مناقشة مشروع الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد ومشروع نيوم، ولكن على أرضية مختلفة عما كان عليه الوضع قبل القضاء على حماس وحزب الله، وإضعاف إيران إلى الحد الأدنى.
البعض غضب مني قبل 10 سنوات، والبعض الآخر غضب أكثر قبل 5 سنوات، والبعض الثالث قبل عامين، بسبب حديثي المكشوف والفاضح حول مستقبل المنطقة، وأن المنطقة شئنا أم أبينا، أم شاءت أحزاب البعث أم أبت، أم شاءت إيران أم أبت، أم شاء حزب الله والحوثيون وحماس أم أبوا، أم شاء القوميون العرب أم ابوا، أم شاء قوميو المشرق أم أبوا.. أم شاءت روسيا أم ابت..
سنعود لمناقشة كل المشروعات التي طرحت خلال السنوات العشر الأخيرة لمستقبل المنطقة. وكما قلنا في السابق، إن المنطقة ستشارك في هذه المشاريع برحابة صدر، وكل حسب مصالحه وقدراته والأوراق التي يملكها. المنطقة ستدخل إلى مشهد جديد جدير بالتفكير والاهتمام، بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه. وذلك بعد أن تدخل في عمليات تطبيع مختلفة ومتباينة. وربما يكون لكل دولة نموذجها الخاص في التطبيع مع إسرائيل.
تركيا ومصر والإمارات والمغرب والبحرين والأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، وهناك ما لا يقل عن 12 دولة أخرى جاهزة للتطبيع. أي أن المسألة، مسألة وقت لا أكثر. وبالمناسبة، ستكون هناك محاولات من جانب روسيا تحديدا لإعاقة هذه المشاريع، لا لأن روسيا تخاف على العرب والشعوب العربية من التطبيع والضياع والانهيار، ولكن لأن المشاريع تجري بعيدا عن روسيا، حتى وإن كانت هناك علاقات مالية “خاصة” مع الإمارات. روسيا لم تكن أبدا ضد إسرائيل أو ضد التطبيع، بل على العكس، كانت تريد أن تكون شريكا ومخططا لكل ذلك، لكن لم يعطها أحد الفرصة. وبالتالي، ستنشط روسيا قليلا ضد العديد من المشاريع، وستتحول إلى استخدام الخلايا النائمة للقوميين العرب ولقوميي المشرق، بعد انهيار أذرعها (إيران والبعث وحزب الله وحماس) في المنطقة. لكن الأذرع الجديدة هشة ومتداعية، وسمعتها سيئة للغاية، ولا تملك أي اوراق أو مقومات أو قدرات لفعل أي شيء. بل يمكن أن يتم استخدامها واستخدام تصرفاتها للتخلص منها نهائيا، مثلما حدث مع حماس وحزب الله وإيران ونظام بشار الأسد.
المسألة أسوأ بكثير مما يتصور البعض، وتحتاج إلى هدوء وتروي وتفكير، بعيدا عن الجعجعة والاتهامات. المسألة أخطر فعلا من أن نترك الموضوع الأصلي، ونبدأ بمعارك جانبية نكيل فيها الاتهامات لبعضنا البعض، ونعتبر كل منا هو الذي يقرر وينفذ، وانه هو السبب في كوارثنا..
وبالمناسبة، لن يحدث أي توطين للفلسطينيين في مصر. ولن تجري أي حرب بين مصر وإسرائيل. ولن تكون هناك حرب نووية، ولا حرب عالمية ثالثة.
وبالمناسبة أيضا، مصر لن تتأثر كثيرا بما يحدث بين إسرائيل ودول المشرق العربي. والقاهرة موقفها جيد تجاه ما يحدث وتستنكر وتشجب وتدين مثل روسيا والصين والسعودية والإمارات وفرنسا والبرتغال وإيطاليا.. وعلى القاهرة الرسمية أن تتعامل بحكمة وهدوء مع ما يجري، بما يلبي مصالحها الوطنية حصرا، ويمنحها أكبر قدر من المناورة والحركة والمزيد من الأوراق. وبالطبع، يمكن لمصر التدخل بهذا القدر أو ذاك في الوقت الذي يناسبها، ويتماشى مع تحقيق مصالحها، وليس من أجل مصالح أحد أو من أجل عيون هذا الطرف أو ذاك. وكما قلنا، فمواقف القاهرة واضحة مثل مواقف كافة دول العالم والمنطقة..
هذه مجرد رؤية قد يتم توسيعها فيما بعد. وتحتمل الخطأ والصواب. لكنها في نهاية المطاف تمتلك الحق في التواجد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى