فراج إسماعيل يكتب :في وجود إسرائيل

في وجود إسرائيل لا تأمن دولة في المنطقة بدون جيش قوي وسلاح فعال. فهي تستخدم طيرانها ضد أي دولة تأمن ردها وانتقامها.
بعد سقوط نظام الأسد وإنهيار الجيش السوري الذي تعتبره العقيدة العسكرية المصرية، الجيش الأول بالنسبة لمصر، قامت إسرائيل بتدمير ترسانته العسكرية البرية والجوية والبحرية، فتركت سلطة الشرع بدون أي أسلحة حقيقية، واعتمدت الفصائل التي شكلت الجيش الجديد على أسلحتها التي كانت تقاتل بها قوات الأسد، ولا يمكنها بتلك الأسلحة دخول حرب مع إسرائيل أو تهديدها بالانتقام.
عندما طارت القاذفات الإسرائيلية فوق العراق وضربت إيران بالصواريخ، كانت في مأمن، فعراق ما بعد صدام حسين، لا يملك جيشا قويا أو سلاح طيران أو صواريخ باليستية يضرب بها تل أبيب، كما فعل صدام في حرب الخليج الثانية.
لولا قدرة إيران على الردع وترسانتها الباليستية التي أدخلت إسرائيل وقادتها الملاجئ طيلة حرب الـ12 يوما، لدمر الطيران الإسرائيلي طهران وغيرها من المدن الإيرانية وما وافق على وقف الحرب.
لذلك لا يطالب نتنياهو بمنع التخصيب النووي فقط، بل بنزع الترسانة الصاروخية الإيرانية.
وعندما كان حزب الله قادرا على استخدام صواريخه، وقبل أن يتم استدراجه إلى إتفاقية شلت قدرته على الانتقام، لم يكن الطيران الإسرائيلي يجرؤ على التحليق والقصف المجاني دون خوف على مستوطناته في الشمال.
لذات السبب تصر إسرائيل على نزع سلاح ح م ا س.
تل أبيب عندها تصريح مفتوح من واشنطن بأن تضرب وتدمر.. فقد قالت أمس تعليقا على الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا أنه لا سلطة لها على إسرائيل!..
لا أرى شجاعة في خطاب الشرع ولا أرى حكمة. المقاتل الجسور السابق لا يملك ما يحارب به إسرائيل، فهو على رأس دولة، وحروب الدول تختلف جذريا عن حروب الفصائل، لأن هناك مدنا وبنية تحتية وحيوية وشعبا وبيوتا تحت مسؤوليته، يجب أن يملك أسلحة الانتقام لحمايتها، وأن يكون في جعبته “توازن الرعب” الذي يجعل العين بالعين والسن بالسن والصواريخ بالصواريخ.
لا يمكن القول إن استجابته لواشنطن بسحب قوات جيشه وشرطته من السويداء وترك أمنها للفصائل المحلية وشيوخ العقل، هو حكمة..
هذا أقصى ما يمكن أن يفعله.. نتنياهو خرج اليوم ليقول إن سحب القوات السورية فرضته الضربات الإسرائيلية. تنازل خطير فرضه الضعف وغياب الجيش المنظم والسلاح، فهو عمليا تنازل عن سلطة الدولة على السويداء، ورغم ما يبدو لنا إنها اتفاقية هدنة تنقذ سوريا من الفوضى والتقسيم، فإنها في الواقع اعتراف بالمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح التي حددها نتنياهو من الجولان إلى جبل الدروز.
المقاتل الفصيلي السابق الشرع مغلوب على أمره ولا حلول أمامه بدون جيش وسلاح جو وصواريخ وقواعد عسكرية.