مساء الخير يا شام/للشاعرة السورية عائشة بريكات

مساء الخير يا شام
مساء الخير يا شام
يا مدينةً كلما مرّ بها التاريخ
خفف خطاه
كأنه يخجل الدوس على طهرها
يا مدينةً تَمطرُ وجعاً
وترقص فوق زجاج الصبر
حافية ..
كأنها لا تخاف الجرح
ولا تنتظر من يضمد قدميها
يا خيط الضوء إذا ضاق العتم
فيكِ يتهجّى الليلُ
أسماءً لا تعرفها عصافيرك
ويغفو الصمتُ فوق أسقفك المكسورة
كأنّك امرأة تبكي نفسهَا
ولا ينقصها سوى
صفير الريح لتدرك سر البقاء.
لا يليق بكِ الحداد
يا من تحتضنين الشمس
في كفيك
وتُغني للغيمات قصة الأرض الأبدية
نحن
من نحن؟
أبناؤك؟
شظايا مرمية لزمنٍ مهترىء
نحملُ على أكتافنا خيالاتٍ مُشتّتة
نقطع فيها طرقات القلوب
ونسمي هذا الوحدةَ ولاءً.
أيّ نهرٍ يمرّ بلا ماء؟
وأيّ جرحٍ يبقى بلا لثام؟
يا شام
آن لنا أن ننسى أسماءنا القديمة
أن نغرس شمساً جديدةً
بين أطراف الحكايا
أن نعود بلا فرق بين ظلٍ وآخر
و نُعيد للنهر ذاكرةً الحصى
لتترقرقي يا زلال
دمشقُ
لوحةٌ لا تُقاس بألوان
بل بأحضانٍ تَضمُّ كلّ الظلال
حيثُ لا يذوب أحدٌ
لكن الجميع يتوهج.
العائشة