انتظرُكِ …..بقلم كمال أبو النور

انتظرُكِ
بهيئتِكِ الأولى،
برعشتِكِ التي حرَّضتْ جوارحي
على الشَّغفِ،
بيديكِ وهما تُلملمان عظامي
وأنا أتهاوى من نعومةِ أصابعِكِ.
أنتظرُكِ
بشبقِ العمرِ الذي أدارَ ظهرَهُ
لتنهيدةٍ جائعةٍ،
بآهةٍ تشرئِبُ لها ملاءاتُ الأَسِرَّةِ،
وتنكسرُ لسماعِها أسنانُ الليالي
انتظرُك
بعطشِ ساقَيَّ
إلى نَقَرَاتِ قدميكِ،
وبعطشِ أناملى إلى ظلِكِ.
انتظرُكِ
كما ينتظرُ الهاتفُ
وشوشاتِ المُحبِّين،
وكما ينتظرُ الربُّ
عودةَ المهاجرِ.
انتظرُكِ
لأنه من سوءِ حظي
أن أفقدَكِ،
ومن سوء حظي
أنني رافقتُ غابةً بكاملِ وحوشِها،
والحمدُ للذكرى
لأنني تركتُ قلبي بجوارِها
أنتظرُكِ
لأن آثارَ قبلاتي
مازالت تخاتلُ شفتيكِ،
وجسدُكِ لايستطيعُ التخلُّصَ
من علامةِ أقدامي.
تعرفينَ الآنَ لماذا انتظرتُكِ؟
لأنني أتوقُ
لنهايةٍ أخرى في هذه الروايةِ
–الأشباحُ تتغلَّبُ على الموتِ أحيانًا
وتعودُ لاستكمالِ طعامِها–
فهل أنتِ كما أنتِ؟
أم أنكِ تركتِ الأحلامَ للموتى
تؤنسُهُم في قبورِهم.