كتاب وشعراء

سكينة السكين…..بقلم زكريا شيخ أحمد

سكينة السكين
في هذا المكان…
لا نافذة سوى ذاكرتي
و لا باب إلا رأسي
و لا صوت إلا صدى حنجرتي…
و هي ترتجف .
كل شيء ثابت…
حتى الغبار يحفظ شكله…
حتى الحزن لا يتغير كأنه قطعة أثاث.
أنظر إلى السقف و أتساءل:
هل يسقط الآن؟
أم ينتظر أن أرفع رأسي فقط
ليغلقه فوقي… مثل تابوت؟
أنا لست بخير
لكنّي أجيد ارتداء العبارة
كما يجيد الحطب ارتداء اللهب .
أكتب لأهرب
من صور أمهات و هن تبكين
دون صوت
لأنهم تعبن من شرح أوجعاهن للهواء.
أنا الآن أؤمن بشيء لا اسم له
شيء لا يُعبد و لا يُصلى عليه و لا يُلعن
شيء يشبه
أن تضع رأسك على كتف… غير موجود.
في الليل
أنام مثل كتاب قديم
فُتِحَ على صفحة الدم
ثم تُرِك.
أخبروني أن الإيمان سكينة
لكنني وجدت فيه سكينا
يقشرني من الداخل
حتى لم يبقَ فيّ شيء
يقول: آمين .
أنا احب الله…
لكنني لا أفهم لماذا لا يتدخل
حين يُجلَدُ الضعفاء بآيات محفوظة
و أياد تمسح الدم بكفّ الصلاة.
ربما العار
ليس ما نرتكبه نحن بل ما يرتكب باسمنا
و نحن نصمت
كي لا نُذبح مع الضحايا.
أنا الآن
أشعر أن جسدي كذبة
و أن قلبي مستأجَر
و أني كتبت كل شيء
كي لا أكتب ما يؤلمني فعلاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى