عامر عبد المنعم يكتب :العشائر السورية تدخل المعركة ضد الدروز بعد انسحاب الجيش

ضيع الدروز فرصة العيش الآمن بضمان الدولة السورية، ووضعوا أنفسهم في مواجهة لن تنتهي بخير مع أغلبية الشعب السوري.
سيندم قادة الدروز المتمردون على ما فعلوه، وسيتمنون أن يعودوا لحضن الدولة التي تمردوا عليها واستعانوا بقوى خارجية ضد أبناء وطنهم.
لم يفرح زعيم الدروز المتمرد حكمت الهجري سوى ساعات قليلة، بعد انسحاب القوات العسكرية والأمنية، وخيانة الاتفاق الذي وقعه بعض قادة الدروز مع الحكومة، فمشاعر النصر الزائف ورفع الأعلام الإسرائيلية في السويداء في بداية الصباح انقلبت عليهم حسرة وندامة في المساء، عندما سيطرت قوات العشائر على القرى الدرزية في غرب السويداء ودحرت ميليشيا المجلس العسكري الانفصالي الذي هرب ولم يستطع البقاء على الأرض.
تسببت الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات التابعة للهجري ضد أحياء العرب السنة في السويداء وفي قرى البدو وقطع الرؤوس بالسكاكين في إثارة غضب البدو والعشائر العربية في كل سوريا، واتسعت حركة التداعي لرد الاعتداءات الدرزية.
التحرك العسكري هذه المرة بعيدا عن الحكومة ولا سلطة للدولة عليه، فهو رد فعل على ما اعتبره السوريون خيانة من أقلية مارقة خانت السلام المتوارث والعيش المشترك.
الغضب الشعبي السوري هذه المرة لا يمكن السيطرة عليه، ولا يخضع الثوار ومسلحو العشائر للابتزاز الإسرائيلي؛ فهم مجموعات من طيف شعبي واسع يشعر بالإهانة، وإذا تدخل الإسرائيليون ضدهم سيتكيفون مع القصف، ويكتسبون مهارات جديدة ستساعدهم فيما بعد للتصدي لأي محاولة للغزو من الجولان والتمدد في درعا.
سيدفع الدروز أثمانا باهظة على مغامرة الهجري، وسيجد الإسرائيليون أنفسهم في معركة أكبر من كل تصوراتهم مع حركات ومجموعات قبلية وعشائرية لن يخرجوا منها سالمين، وسيتغير اتجاه المعركة على غير ما يظنون.
المعركة بدأت مع الشعب السوري والنفير العام ضد الاحتلال الخارجي والمتحالفين معه سيبدأ بدون إعلان.