مصطفي الفيتوري يكتب :بأنتظار جنوب افريقيا اخرى

عندما رفعت جنوب افريقيا قضية جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالنت شكل الكلام الصادر عن الاثنين (تصريحات صحفية/خطب سياسية/بيانات رسمية) ما بين 60% الي 70% من الادلة التي قدمتها جنوب افريقيا الي المحكمة ضد كلا من نتنياهو وغالت لتصدر المحكمة امر قبض واحضار ضد كلا منهما. ذلك كان في نوفمبر 2024 وفي نفس الشهر تولى إسرائيل كاتس وزارة الدفاع ومنذ اليوم الاول وحتى اليوم ما قاله (اضافة الي ما فعله) يساوي اضعاف ما قاله وما فعله غالنت ومع هذا لم تتحرك اي دولة/جهة مستقلة لرفع قضية ضده في محكمة الجنايات الدولية حتى الآن.
لماذا؟ هل العالم يحتاج الي جنوب افريقيا أخرى لرفع قضية ضده؟ من اين لنا بجنوب أفريقيا اخرى مع ان دول عديدة انضمت لقضية جنوب ضد إسرائيل منذ ان رفعت الاولى قضيتها ضد الاثنين؟ لا شئ سوى: الخوف من رد فعل امريكا واسرائيل والحسابات الدبلوماسية/السياسية الضيقة.لا شئ آخر يبرر هذا الصمت عن جرائم كاتس كوزير دفاع؟ من اين نأتي بجنوب افريقيا اخرى مع ان لدينا 22 دولة عربية و50 دولة إسلامية تدعي كلها انها ضد الاحتلال والظلم والإجرام ضد المدنيين الذي تمارسه إسرائيل وقادتها؟ مواقف الدول يصيغها قادة شجعان لا يترددون في قول كلمة الحق وهؤلاء غير موجودين الا في جنوب افريقيا حتى الآن على الأقل! تلاميذ منديلا لايزالون على عهده حتى بعد وفاته ويفتخرون بأنه قال “الدين يشعرون بالاستياء من زيارتي لليبيا يمكنهم أن يغرقوا في البحر” موجها كلامه الي امريكا والغرب عموما وقد ابدوا احتجاجهم على زيارته الاولى كرئيس الي ليبيا عام97″. وأسفاه!