كتاب وشعراء

وأوجَعَنِي … بقلم سعيد إبراهيم زعلوك

وأوجعني حبيبٌ ما رعَى وعدي ولا صانَ الوصالْ
نسيَ اللياليَ والسهادَ، وكلَّ نبضي والخيالْ
نسي يدي حين احتمَتهُ، ونبضي المُنهكَ ما مالْ
أدار وجهَه وانسحبَ… وتركَني وحدي مجالْ
كأنّني ما كنتُ فيهِ، كأنّني ضيفُ السؤالْ
فمضى، وفي عينيه بردٌ لا يلينُ ولا يُقالْ

وأوجعني قريبٌ كانَ لي سَندًا، وبلسمَ كلّ حالْ
كان الرفيقَ إذا اشتكيتُ، وكان لي ضوءَ الجَمالْ
كان الدواءَ إذا انكويتُ، وكان كالسُّحبِ الظِّلالْ
فأين هو الآن؟ وكيفَ مضى؟ وأين ذهبتَ يا ظلالْ؟
أم كان طيفًا مرّ بي… وانحلَّ في وهمِ المحالْ؟

وأوجعني صديقٌ كان قلبًا… كان لِي في القلبِ حالْ
كنا نسيرُ معًا، ونحملُ بعضنا رغمَ الثقالْ
كان الرفيقَ بكلّ دربٍ، كان وهجًا لا يُطالْ
واليوم يمشي في العبورِ… ولا يُحيّيني سؤالْ
ما عاد يعرفُ من أنا، ولا أعدتُ له الجمالْ

وأوجعني سكوتُ الجميعِ… وذاك موتٌ في جلالْ
كأنّني ما كنتُ يومًا، لا ضياءَ ولا ظلالْ
كأنّني محوٌ خفيٌّ… لا نصيبَ لهُ بقالْ
فهل أنا الواهمُ الذي أحببتُ أكثرَ من يُقالْ؟
أم أنّهم مرّوا كريحٍ… وانتهى نبضي وزالْ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى