السفير أيمن زين الدين يكتب :غزة

من أول يوم والأوضاع فى غزة، بسبب القصف والحصار الإسرائيلى، والقتل والتدمير لكل مقومات الحياة، بما فيها الحد الأدنى من الغذاء والرعاية الصحية، غير مقبولة إنسانيا وأخلاقيا وسياسياً، أياً كانت المبررات والأسباب…..
لكن ما وصلت إليه الأمور اليوم انتقل بها إلى مستوى من الجنون والفظاعة ربما لم تشهد له البشرية مثيلاً من حيث شدة العنف والقسوة والسادية والإجرام من إسرائيل، والتبلد والعنصرية والجبن ممن يتسامحون مع هذه الممارسات، أو لا يتصدون لها، بل ولا يقاومونها بكل ما لديهم من قوة، بغض النظر عن التكلفة وما قد يأتى من انتقام من إسرائيل، لأن هناك أمور لا يجوز السكوت عليها، مهما كانت التضحية، ومنها الإنسانية والشرف….
وبالمناسبة، فتح معبر رفح ليس هو السبيل الوحيد للضغط لإنهاء هذا الوضع الجنونى، فهناك مساحة واسعة للتحرك الصارم والمتصاعد على المستوى الدبلوماسى والإعلامى والمخابراتى والاقتصادى والعسكرى غير الحربى (لمن يحذرون من مخاطر الحرب)، وهناك عشرات التفاصيل التى يمكن العمل عليها منفردين ومجتمعين لجعل هذه المسألة شغل العالم الشاغل، وعبئاً ثقيلا على كاهل إسرائيل، حتى تترجع عما تفعل……
أما الاكتفاء بانتظار أن توافق إسرائيل على هدنة، تعلن مسبقا عزمها على عدم الاستمرار فيها، أو حتى السعى لتحقيق هذه الهدنة، فهذا لا يليق بدول تحترم نفسها، فضلا عن انه يبعث للعدو رسالة بأن هذه الجيرة ودولها تحترم القوة ويخضعها الخوف…