حمزه الحسن يكتب : الديمقراطية بلغة الأرنب

قد تعيش مع سلطة سنوات دون أن تفهم ما تقول، لأنها سلطة بلا لغة عكس دول العالم ولأنها موزعة على الأطراف والسراديب والصاعد والنازل،
وأي سلطة قد تتكلم بلغات مختلفة،
كإستعراض الجيوش وهو اظهار القوة والتخويف وحشدها والتلويح بها، والحفلات والمهرجانات وهو يعني الولاء على الرغم من أنه غالبا منظم،
أو حشد الجيش على حدود للتلويح بالقوة ، التهديد بالقوة أو الاستعمال العملي لها والأحمق من يلجأ لخيار استعمال القوة
لأسباب تافهة تحدث على كل حدود الأرض كما فعل دكتاتورنا السابق.
لكن” سلطتنا” اليوم بلا لغة ولا خطاب ولا خطط ولا برامج مستقبلية ولا برنامج كما يمكن ان نعثر عليه في علب الشخاط والمعجنات وورق التواليت والاطعمة المعلبة
عن طريقة الاستعمال والخزن والمخاطر وانتهاء الصلاحية واماكن الرمي بعد الاستعمال.
عندما تكون سلطة بلا خطة تنمية ولا مشروع عمل مستقبلي
وتعتمد على خطاب الكذب والوعود ولا تعرف أين هي في المركز أم في الأطراف فهي فضيحة مدوية ولا تعرف أين تتمركز ومن اين تصدر القرارات ومن يعطلها؟
هل هم أشباح في الظلام؟
منذ الاحتلال وحتى اليوم لم نعثر على خطاب واضح للسلطة ولا لغة او برنامج او رؤية مستقبلية او حتى خطة مرحلية كما يفعل اي بقال او صاحب حمام او بائع فستق أو بائع عربة شلغم جوال،
في حين يمكنك التفاهم مع أي كلب منزلي وتتحاور معه من خلال ذيله وتعلمت لغة الكلب من كراس في يوم واحد لكي أتفاهم مع كلبتنا،
وخلال أكثر من عشرين سنة لم أفهم خطاب أو برنامج هذه السلطة لأنه غير موجود في حين رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد وضع خطة تنمية شاملة لــــــــــــــ 30 سنة بعنوان” رؤيا ماليزيا” من عام 1990 ــــــــــ 2020 ونفذها ونقل ماليزيا الى الدول المتقدمة رغم كل الضغوط والتحديات وهو مفكر ومثقف من خارج الطبقة السياسية التقليدية.
في حين لا يستطيع أي رئيس دولة أو وزراء عراقي أن يرسم ملامح خطة تنمية لــــــــــــــــ 30 ثانية هو زمن شخة طفل رضيع.
الكلب يهز ذيله من اليمين لليسار عكس الاعتقاد السائد، كما في دراسة للغة ذيل الكلب نشرتها مجلة ناشونال جغرافي وهز الذيل لليمين تعني أن الكلب في حالة إستثارة عندما يرى صاحبه أو كلباً آخر، وأما هز الذيل نحو اليسار فهو يعني تحفز لخطر وشيك،
وحسب استاذ في علم الاعصاب في جامعة ترينتو هو الدكتور جيورجيو فالوتيغرا إن هذه الحركات تنتج عندما يتحكم نصف الدماغ بالجزء المعاكس للجسم،
ومن خلال لغة ذيل الكلب يمكن فهم الحالة المزاجية للكلب.
لكنك تقضي سنوات في محاولة فهم ماذا تقول هذه السلطة، فلن تصل الى نتيجة،
وحتى لو هز المسؤول ذيله نحو اليسار أو اليمين أو القى خطاباً، فلن تعرف ماذا يقول أو لا يقول؟
اذا فهمنا ان ذيل الكلب ما ينعدل لأنه مصمم على ذلك، لكن من صمم لنا ذيل هذه السلطة صمم لنا متاهة.
بسهولة أستطيع بناء علاقة مع الطيور والحيوانات والأطفال،
لكن الصعوبة مع الإنسان المقموع المتشظي اللغة والمبعثر الأحاسيس والذي يفعل عكس ما يؤمن به وما يؤمن به لا يعمل به ويفكر عكس ما يقول،
تمكنت مع قطنأ التواصل معه عن طريق لغة تفاهم من خلال معرفة
طريقته في التعبير عن طريق الحركات.
مرة إشتريت أرانب لطفلتي مع كراس مصوّر للغة الأرنب من خلال حركاته: اذا كان نائماّ متهدل الاذنين فهو مريض، واذا كان منتصب الاذنين يعني يشعر بخطر،
واذا كان يقف على قائمتيه الخلفيتين ويرفع الاماميتين، يعني هو في حالة حراسة،
وإما اذا وقف على قائمتيه الاماميتين ورفع الخلفيتين، وظهرت مؤخرته،
فتأكد أنه يقول لك بلغة واضحة:
إذا كنت تعتقد أن الديمقراطية تتحقق على يد هؤلاء، فإقبض حسابك من هنا .