لو خُلِعَ الحقد من الناس…..بقلم زكريا شيخ أحمد

تخيّل…
لو خلعنا الطائفة كما نخلع قميصاً ضيقاً
و تركنا على عتبة الباب
كلّ ما يجعلنا نقتل لأننا نختلف.
لو كسرنا مرآة “النحنُ” و”الهُم”،
و وقفنا أمام بعضنا
كما يقف الإنسان أمام الإنسان،
دون خرائط، دون نسب ، دون لافتة تقول:
هذا أخي فقط إن كان من ملّتي.
تخيّل…
أن الحقد شيءٌ يمكن اقتلاعه من العصب،
أن الكراهية ليست قَدَراً ،
بل مرضٌ شفاؤه كلمة
أو عناقٌ بلا خنجر في الظهر .
لو أن القلوب لم تُدرَّب على الاشتباه،
لو أن الطفل يكبر
و لا يقول له أحد: هؤلاء أعداؤك بالفطرة.
لو أن الدين
كان فقط طريقاً للرحمة ،
لا سيفًا يُسنّ مع كل صلاة.
لو خُلِعَ الحقد…
لأصبحت البنادق نباتات زينة
و الدبّابات قطعاً في متحف
يزورها الأولاد ليروا
كيف كان أجدادهم يقتلون لأنهم لم يفهموا بعد .
لو جفّ الحقد…
لاستطعنا أن نختلف دون أن نخاف…
أن نحبّ دون خوف
و نؤمن دون لافتة
و نكتب دون أن نُحاكم .
السلاح؟
لن يكون حاجة
حين لا يعود “الآخر” خصماً بالفطرة.
لو زال الحقد…
لانتهت الحرب قبل أن تولد
لو أن الإجابة: أنا إنسان
كانت تكفي لتنقذ الحياة…
لما مات رجلٌ
فقط لأنه لم يجب كما أراد القاتل.
و لبكى القتلة قائلين:
من نحمي… إذا كان البيت يحترق بنا؟
أنا لا أكتب لأنني حالم
اكتب لأنني سئمتُ من أولئك
الذين يلبسون الخوف ثوب الحكمة
و يظنون أن البندقية آخر صلاةٍ للنجاة.
هل تصدّق ؟
أؤمن أن أقسى معركة في هذا الزمن
هي أن تبقى إنساناً
في زمنٍ يريدك أن تختار:
إما قاتلاً… أو جثّة بصمتٍ مطبّع.