كتاب وشعراء

الثامنة صباحًا….بقلم نجلاء البهائي

الثامنة صباحًا؛
لا شيء يدعو الغريب هنا
للابتسام.
أربعة جدران شاحبة
تُطأطئ رأسها من التعب،
تسند ظهر وحشته،
وتكتم صرير الحنين…
القهوة تُشبه مُرَّ الكلام،
ومُرَّ الصمت أيضًا.
مرآة خرساء،
كلما أشار بسبابته
إلى المشيب الذي يرعى في مفرَقِ أيامها،
ونحولِ البهجة في مقدمة القلب،
محاولًا استنطاقها؛
أطفأت شمعةً وذهبت لتنام!
الثامنة مساءً؛
لا شيء يدعو الغريب هنا أيضًا
للابتسام.
تروس القدر كلها تسير بانتظامٍ مميت،
زجاج النوافذ يعكس تيبُّس الأحلام،
وظلَّ الفراغ المتربّص بالسأم.
الليالي صامدة،
كلما فرط عِقدُ الموسيقى في سكونها،
وشحذ جسدَها بالنغم لترقص،
أدارت وجهها ببرودٍ لا يُحرّك شهقةً خامدة،
ولا يُنبت في طينه القديم زنابقَ للحياة.
الثامنة بلا ملامح؛
لا شيء يدعو الغريبَ لينظر حتى في ساعته!
الوقت كلُّه أملس،
يتسرّب من بين أصابع الحياة
إلى حيث لا يعود،
ثم يترك الاغترابَ والابتسامَ يعتركان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى