كتاب وشعراء

ذات تيه، ….بقلم حنان أحمد

ذات تيه،
خرجت. ضعت في الليالي الخالية.
أضعت مسكة يديك
حتى وجدتني وسط العدم.
كل شيء كان يتحرك بسرعة:
العجلات
والشوارع
والأشجار,حجمها كان يكبر
بمقدار ألف سنة في صدري.
ودون أن أنظر إلى أي شيء،
كان المكان يبلعني.
العجلات تدوسني
والأشجار تسحبني.
كنت أترنح وما من أحد يتدخل لينقذني.
قديمًا،
كان أبي ينقذني.
ولأني دومًا أترك الأشياء التي أحبها،
أتركها
لأنني لا أعرف كيف أتصرف
إن هي تركتني.
تركت هذا الحب ومشيت.
لا أدري ما علاقة الحزن بالليل؟
حزن طويل القامة،
حزن صامت.
صمت يرضى بالموت.
انتظار يشبه المحطات الخالية
مثل الماكثين في أماكنهم
وقد سافروا كثيرًا دون عناء الرحلة،
دون اختلاس النظر للطرقات.
الآن أركض وحدي،
يكاد الخوف يقتلني.
صوت قلبي ونبض طرقاتي،
حتى خيل لي أن غزالًا يطاردني
وأنا في نفس المكان.
لست أعلم لماذا هذا الركض
وهذا الدم المتدفق بسرعة البرق
من تحت جلدي،
ولا شيء في آخر النفق
غير بياض شارد.
سأستريح هنا قليلًا.
أكلم الياسمين
وأعد لها الراحلين مثل قطع الثلج.
وأصنع وجودًا جديدًا لعهدي
بلغتي،
بشطحاتي الغجرية.
أضرب الأرض مرتين،
والأخيرة أنفض بها كل ما مضى
لأتخلص من حياة
فيها تركتَ يومًا
يدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى