كتاب وشعراء
مكاشفة مع الموت …… بقلم // مراد وريد // المغرب

مكاشفة مع الموت
أيها الموت،
لا توارِ ظلك الكئيب عني،
ولا تدرْ وجهك جهة الغروب.
أتظن أن بازدرائك لي تُخيفني؟
أم تحسب نفسك أرفع مقامًا،
فأنكمشَ حين أراك؟
لا… فأنت مخلوقٌ مثلي،
كلانا خرجنا من يد صانعٍ واحد،
ما بيننا فقط سوى بعض التفاصيل
فصِرتَ أنت الصياد،
وصِرتُ أنا الفريسة.
ها أنا ذا، لا أتهيب حضورك،
كُن شجاعًا، اغمدْ سيفك في صدري،
لا تتسلل إلي كما يسرق اللصوص أنفاس النائمين.
إن شئتَ روحي، فخذْها،
لكن لا تساومني على بقائي،
ولا تجعل من مرضي عذرًا
لتذهب وتجيء متى تشاء.
فكم من مرةٍ
انتظرتك لتريحني من ألمي…
ولم تأتِ.
وكم من مرةٍ
هيّأتُ نفسي للرحيل…
ولم تأتِ.
لكنك آثرتَ أن تحرمني ممن أحب،
وتتركني عرضةً للضياع.
لن أستجدي،
لن أتوسل.
إن شئتَ روحي، فخذْها
انتزعْها مرةً واحدة،
كما تُنتزع الشعرة من العجين،
انتزعها مرةً واحدة،
فإني راضٍ…
ثم إني من المؤمنين.