تجاوز….بقلم نجمه آل درويش

كان “هو” واقفًا عند لوح الانتظار، يحمل في قلبه ثقل القلق وخوف المستقبل.
لا يهتم بما مضى، ولا حتى بما يحدث حوله، بل كان يفكر كثيرًا، يخطط، ويزدحم ذهنه بصوت صرير النمل الحاد والمزعج.
بينما كان واقفًا يتأمل مد البحر، سقطت نظارته من يده، وأخذتها أمواجه بعيدًا.
كأن الطبيعة تقول له بصمت: “دع عنك كل ذلك التفكير المرهق، وانظر إلى ما هو أبعد من القلق.”
فجأة، ظهر أمامه “الحب” — امرأة هادئة، ابتسامتها مطمئنة، ووميض في عينيها، قالت له:
“لا تخف، أنا معك، قد أتأخر، لكن لأكون أفضل مما تتوقع.”
ابتسم “هو” بصمت، لكنه لم يستطع إخفاء قلقه، قال:
“كيف أثق بكِ وأنتِ بعيدة، بعيدة جدًا عني؟”
رد “الحب” بلطف:
“التأخير ليس فقدانًا، بل فرصة للنمو، لتصبح أكثر نضجًا وتطويرًا.”
ثم جاء “الحلم”، شاب مفعم بالحيوية، وقال:
“لا تترك الخوف يوقفك، المستقبل بيدك، وأنت من ترسمه.”
نظر “هو” إليهما، وأخذ نفسًا عميقًا، وقال:
“سأحاول، سأرسم مستقبلي بحب وأمل، حتى لو طال الانتظار.”
ابتسم “الحب” و”الحلم” معًا، تاركينه، وفي عينيه بريق القوة، والأمان، ومستقبلًا قريبًا يرسمه كما يراه