إضاءة نقدية إنطباعية في قصيدة الشاعرة المبدعة د. وجيهة السطل [ قهوة من غير نعناع ] / بقلم أ.سما سامي بغدادي

القصيدة
………….
قَهْوَة..من غير نعناع
(ما أَجْمَلَ الأَيَّامَ إِلَّا أَنَّهَا)
بَاتَتْ شُرُوقًا أَوْ غُرُوبًا مُفْجِعَهْ
في الصُّبْحِ أَهْوَالٌ تُمَزِّقٌ صَحْوَنا
وَ عَدُوُّنا وَحْشٌ يُمَدِّدُ أَضْلُعَهْ
في خَمسِ سَاحاتٍ يَبُثُّ سُمُومَهُ
وَ يُفَتِّتُ الوَطَنَ الحَبِيبَ لِيَبْلَعَهْ
ويَظُنُّ مَعْنَى (النَّاسِ) نِسيانًا لهُ
غَدُهُم سَيَمْسَحُ ذِكْرَياتٍ مُفْزِعَه
فَالْعُرْبُ فِي حُمْقٍ وَضَعْفِ إِرَادَةٍ
بَعْضٌ يُقَاوِمُهُمْ، وَبَعْضٌ إِمَّعَهْ
وَنَشُمُّ َرَائِحَةَ انْكِسارِ عُرُوبَةٍ
دِيسَتْ بِذُلٍّ فِي جَحِيمِ الْمَعْمَعَهْ
وَقَدِ انْبَرَى شُعَرَاؤُهَا فِي حَسْرَةٍ
يَحْكُونَ لِلْأَجْيَالِ هَمًّا أَوْجَعَهْ
رَبَّاهُ: لَيْتَ الشِّعْرَ أَمْوَاجُ الرَّدَى
تَجْتَاحُ ذَا الْوَطَنَ الْحَبِيبَ وَأَرْبُعَهْ
وَتَذُودُ عَنْ أَرْضِ الرِّبَاطِ بِهِمَّةٍ
وَعَزِيمَةٍ تَرمِي بكُلِّ الْأَقْنِعَهْ
فَقَدَ الَّذِينَ يُتَابِعُونَ صَوَابَهُمْ
وَالْكُلُّ أَمْسَى لَا يُفَارِقُ مَخْدَعَهْ
وَيَقُولُ: مَنْ مِنْكُمْ رَأَى
وا حسرتا
طِفْلًا يَمُصُّ حِجَارَةً كَيْ تُشْبِعَهْ؟
فِي كُلِّ يَوْمٍ يَرْتَقِي شُهَدَاؤُنَا “واللهُ قَدَّرَ ” لِلْجِنَانِ الْمُوَسَعَهْ
يَا شَاعِرِي يَا مَنْ نُجَارِي شَطْرَهُ
و نَهِيمُ شَوْقًا كي نُتَابِعَ أَدْمُعَهْ
قُلْ لِي بِرَبِّكَ كَيْفَ قُلْتَ تَعَجُّبًا
وَسَحَبْتَهُ بِالنَّحْوِ تَجْرِفُنَا مَعَهْ؟
هَلْ هَذِهِ الْآلَامُ عَصْفُ مَشَاعِرٍ
-لَطَمَتْ فُؤَادَكَ، نادمًا- كَيْ تَصْرَعَهْ؟
كَمْ نَشْتَهِي يَوْمًا يَمُرُّ مُسَلِّمًا
وَيَسِيرُ يَفْتَحُ لِلأَحِبَّةِ أَذْرُعَهْ
وَيَقُولُ: هَيَّا للسَّعَادَةِ أشْْرِقُوا
ولْتَشْرَبُوا شَايًا يُغَازِلُ نَعْنَعَهْ
لَكِنَّ عَالَمَنَا الْحَقِيرَ مُدَنَّسٌ
وَالْقُوَّةُ الْكُبْرَى أَبَتْ أَنْ تَمْنَعَهْ
حَاوِلْ وَصُبَّ مِنَ الْحَقائِقِ قَهْوَةً
تُحْيِي عِظَامَ عُرُوبَةٍ كَي تَسْمَعَهْ
وَاجْعلْ لقهوتِك اللَّذِيْذَةِ نَكْهَةً
مِنْ غَيْرِ نَعْنَاعٍ، عَسَى أَنْ تُقْنِعَهْ
شعر:
د.وَجِيهَة السَّطل
السيرة الذاتية الدكتورة المبدعة [وجيهة السطل ]
أطال الله عمرها وبارك في جهدها الادبي العريض المبارك .
.. ……………………………. ……………………
الدكتورة وجــيهة السَّطْل… سيرةُ الحرفِ المتفرّد، وصوتُ الشعرِ المعتّق بالحكمة
بكل فخر واعتزاز، أقدّم لكم جزءًا من السيرة الذاتية للشاعرة والأديبة القديرة الدكتورة وجيهة السطل، سيدة القصيدة، وأيقونة الحرف العربي، التي كرّست عمرها لخدمة اللغة والأدب، واحتضنت أجيالًا من الشعراء الذين تتلمذوا على يديها حتى غدوا من أبرز الأقلام في الساحة الإبداعية.
هي المدرسة الادبية الفريدة في الشعر، ومرفأًٌ للباحثين عن الجمال، ورمزٌ للالتزام الأدبي واللغوي والروحي، عُرفت ببلاغة شعرها، وعمق رؤيتها، وإخلاصها لتراث الأمة، وقد أغناها الله بجمال الروح وثراء البيان.
و سأنشر لحضراتكم الجزء الأول من سيرتها الزاخرة بالعطاء،
يليه قراءة نقدية وانطباعية في إحدى قصائدها التي تجسّد عبقرية البناء الفني وتجلّيات الرؤية الصوفية المعاصرة. تقديري
………………..
الدَّكْتُورَةِ وُجِيهَة السَّطْلِ: رَاهِبَةُ اللُّغَةِ، وَسَيِّدَةُ الْحَرْفِ.
بِقَلَمِ الْأُسْتَاذِة سَمَا سَامِي بُغْدَادِي
………………………………………………………….
الدَّكْتُورَةُ وُجِيهَةُ السَّطْلُ: رَاهِبَةُ اللُّغَةِ، وَسَيِّدَةُ الْحَرْفِ.
…………………………………………………………
مُقَدِّمَةٌ:
…………
حِينَ تَكْتُبُ عَنْ قَامَةٍ أَدَبِيَّةٍ وَفِكْرِيَّةٍ بِحَجْمِ الدَّكْتُورَةِ وُجِيهَةَ السَّطْلِ، تَجِدُ نَفْسَكَ أَمَامَ هَالَةٍ نُورَانِيَّةٍ عَمِيقَةٍ لَا يُمْكِنُ لِلْكَلِمَاتِ أَنْ تُحِيطَ بِهَا. فَتَقِفُ خَجْلَى، مَأْخُوذَةً بِهَذَا الْبَهَاءِ اللُّغَوِيِّ وَالْفِكْرِيِّ.
أَنْتَ أَمَامَ شَخْصِيَّةٍ كَرَّسَتْ عُمْرَهَا كُلَّهُ لِخِدْمَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَآدَابِهَا، رُوحًا وَجَسَدًا، عَقْلًا وَوِجْدَانًا.
هِيَ ثُلَاثِيَّةُ الْأَبْعَادِ، كَمَا يَحْلُو لَهَا أَنْ تَقُولَ. تَحْمِلُ بِطَاقَةَ إِقَامَةٍ مُؤَقَّتَةٍ لِلاجِئِينَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ، الْمُقِيمِينَ فِي سُورِيَة.
وُلِدَتْ فِيهَا مِنْ أُمٍّ سُورِيَّةٍ، وَأَبٍ فِلَسْطِينِيٍّ. وَتَحْمِلُ الْجِنْسِيَّةَ الْمِصْرِيَّةَ، وَهَذَا هُوَ الْبُعْدُ الْإِبْدَاعِيُّ الثَّالِثُ لَهَا، حَيْثُ حَصَلَتْ عَلَى الْجِنْسِيَّةِ الْمِصْرِيَّةِ فِي عَامِ /١٩٨١م بِالتَّبَعِيَّةِ لِلزَوْجِ الْأَدِيبِ الْمِصْرِيِّ الرَّاحِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَلْشِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
فَجَمَعَتْ فِي تَكْوِينِهَا النَّفْسِيِّ وَالْعِلْمِيِّ بَيْنَ الْأَصَالَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ، وَالْعِرَاقَةِ الدِّمَشْقِيَّةِ، وَالْهَوَى الْمِصْرِيِّ.
لِتَكُونَ امْرَأَةً بِثَلَاثَةِ أَوْطَانٍ فِي انْتِمَاءٍ: لُغَوِيٍّ وَاحِدٍ.
شَاعِرَةً مُنْذُ الثَّالِثَةِ عَشْرَةَ مِنْ الْعُمْرِ.
وَلَدَتْ فِي بَيْتٍ مُزَهَّرٍ بِالْقُرْآنِ.
فَتَوَشَّحَتْ بِوِشَاحِ الْعِلْمِ واللُُّغَةِ والدِّيْنِ.
بَيْتٌ هُوَ لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَهْدٌ وَمَرْتَعٌ.
وَالِدُهَا، الْكَفِيفُ الْمُبْصِرُ بِبَصِيرَةٍ نُورَانِيَّةٍ، كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، ويُحفَظُ كُتُبَ التَّفسِيرِ والْحَدِيثِ وَالسُّنَنِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
وَكَانَ وَالِدُهَا، ، يُرَاجِعُ مَعَها حِفظه لِتِلكَ الكُتُبَ . وَكَانَتِ الطِّفْلَةُ وُجِيهَةُ تُرَافِقُهُ، مُنْذُ الثَّامِنَةِ من عُمْرِهَا، تَقْرَأُ لَهُ، وَتَحْفَظُ ما تَحْفَظُ مَعَهُ وَتَتَشَرَّبُ اللُّغَةَ ، تَرْكيبًاومُوسِيقَى وَكِيَانًا قُدْسِيًّا، يَسْكُنُ الرُّوحَ وَيُهَذِّبُ النَّفْسَ.
■ وَضَعَتْ إِصْبَعَهَا الصَّغِيرَةَ عَلَى صَفْحَاتِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ والْحَدِيثِ، تَقْرَأُ وَتُتْقِنُ وَتَتَهَذَّبُ لُغَتُهَا وَوَعْيُها. فَاكْتَسَبَتْ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً بِفِقْهِ اللُّغَةِ عَلَى أُصُولٍ مُتِينَةٍ، فَغَدَتْ أَيْقُونَةً أَدَبِيَّةً مُزَهَّرَةً بِمَعَانِي الْجَمَالِ وَالْإِبْدَاعِ الْأَدَبِيِّ وَالْفِكْرِيِّ.
وَمُنْذُ الثَّالِثَةِ عَشْرَةَ بَدَأَتْ تَكْتُبُ الشِّعْرَ، الَّذِي كَانَ كَثِيرًا مَا لَا يُمَثِّلُ سِنَّهَا، فَيَأْتِي مُثْقَلًا بِالنُّورِ، وَمُضَمَّخًا بِرُوحِ اللُّغَةِ، وَمُعَلَّقًا عَلَى أَبْوَابِ الطُّفُولَةِ النَّاضِجَةِ.
اكْتَشَفَ وَالِدُهَا مَوْهِبَتَهَا. وَاحْتَضَنَتْهَا، مُدَرِّسَةُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَوَجَّهَتْهَا، فَكَانَتْ نَبْتَةً مُبَارَكَةً شَبَّتْ فِي بُسْتَانِ الضَّادِ الْعَامِرِ بِالْعَطَايَا.
■ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهَا، وَهِيَ تَسِيرُ عَلَى دَرْبِ اللُّغَةِ، نَذَرَتْ نَفْسَهَا لِخِدْمَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ لُغَةِ الْقُرْآنِ، لُغَةِ الْبَيَانِ، لُغَةِ الْخُلُودِ. تربت في
بَيْتٍ هُوَ لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَهْدٌ وَمَرْتَعٌ. وَالِدُهَا، الْكَفِيفُ الْمُبْصِرُ بِبَصِيرَةٍ نُورَانِيَّةٍ، كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، يُرَاجِعُ كُتُبَ الْحَدِيثِ وَالسُّنَنِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، وَكَانَتِ الطِّفْلَةُ وُجِيهَةُ تُرَافِقُهُ، مُنْذُ الثَّامِنَةِ لِعُمْرِهَا، تَقْرَأُ لَهُ، وَتَحْفَظُ مَعَهُ، وَتَتَشَرَّبُ اللُّغَةَ دِرَاسَةً، وَكِيَانًا قُدْسِيًّا، يَسْكُنُ الرُّوحَ وَيُهَذِّبُ النَّفْسَ.
مَا بَيْنَ دِمَشْقَ (سُورِيَا) حَيْثُ تَتَلَمَذَتْ وَنَهَلَتْ عُلُومَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَحَصَلَتْ عَلَى دَرَجَةِ اللِّيسَانْسِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ جَامِعَةِ دِمَشْقَ عَامَ ١٩٦٨م، ثُمَّ عَلَى الدِّبْلُومَةِ الْعَامَّةِ فِي التَّرْبِيَةِ وَعِلْمِ النَّفْسِ مِنْ كُلِّيَّةِ التَّرْبِيَةِ جَامِعَةِ دِمَشْقَ عَامَ ١٩٦٩م.
ثُمَّ أُوفِدَتْ فِي بَعْثَةِ التَّفَوُّقِ الدِّرَاسِيِّ عَلَى نَفَقَةِ الْحُكُومَةِ السُّورِيَّةِ، إِلَى جُمْهُورِيَّةِ مِصْرَ الْعَرَبِيَّةِ، لِلْحُصُولِ عَلَى شَهَادَتَيِ الْمَاجِسْتِيرِ وَالدُّكْتُورَاهِ، مِنْ جَامِعَةِ الْقاهرة عام١٩٧٦م
وَتَلَامِذَتِهَا وَمُرِيدِيهَا، شَهَادَةَ حُبٍّ، وَعِرْفَانٍ وَإِجْلَالٍ.
■ هِيَ الَّتِي مازالت أَبْوَابُهَا مشرعة ، لِكُلِّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْتَقِيَ بِالْحَرْفِ، فَكَانَتْ بِشَهَادَتِهِمْ جَمِيعًا، الْأُمَّ الرُّؤُومَ، وَالْمُوجِّهَةَ الْحَنُونَ ، وَالْمُسْتَشَارَ وَالْمَرْجِعَ، وَالنَّبْضَ اللُّغَوِيَّ الَّذِي لَا يَتَوَقَّفُ.
حتى َصَارَتْ مَرْجِعًا لُغَوِيًّا ثِقَةً عَلَى مَاسِنْجَرِ، وَمُعْتَمَدًا فِي الْعَدِيدِ مِنْ الْمَجَالِسِ الْأَدَبِيَّةِ وَالْمُلْتَقَيَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الثَّقَافِيَّةِ، وَكَانَتْ وَمَا تَزَالُ بَوَّابَةً لَا تُغْلَقُ أَمَامَ مَنْ يَطْرُقُ بَابَ اللُّغَةِ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ.
عَمِلَتْ مُدَرِّسَةً فِي جَامِعَةِ دِمَشْقَ ثَلَاثَةَ أَعْوَامٍ. ثُمَّ أُعِيرَتْ إِلَى الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، حَيْثُ أَسَّسَتْ فِي الرِّيَاضِ كُلِّيَّةَ الْآدَابِ بِالِاشْتِرَاكِ مَعَ الدَّكْتُورَةِ نَادِيَةِ الْعُمْرِيِّ، بِطَلَبٍ مِنْ الدَّكْتُورِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُجْلَانِ رَئِيسِ الرِّئَاسَةِ الْعَامَّةِ لِتَعْلِيمِ الْبَنَاتِ.
وَازْدَهَرَ عَطَاءُ الدَّكْتُورَةِ وُجِيهَةَ السَّطْلِ، وَأَشْرَقَتْ أُسْتَاذَةً جَامِعِيَّةً، وَبَاحِثَةً لُغَوِيَّةً، فِي الرِّيَاضِ وَأَبْهَا وَالْقَاهِرَةِ بَعْدَ جَامِعَةِ دِمَشْقَ.
وتَخَرَّجَ عَلَى يَدَيْهَا خِلَالَ خَمْسِينَ عَامًا فِي حَقْلِ التَّدْرِيسِ، أَجْيَالٌ مِنْ مُعَلِّمِي بَلْ وَمِنْ حَمْلَةِ الدُّكْتُورَاهِ.
■ وهي َشَاعِرَةً مُلْهِمَةً، وَمُوَجِّهَةً وَمُعَلِّمَةً – فِيمَا بَعْدَ التَّقَاعُدِ-
لِلْكَثِيرِينَ مِنْ طُلَّابِ الْعَرَبِيَّةِ وَأَرْبَابِ الْقَلَمِ.
جَاءَهَا عَشَرَاتُ الشُّعَرَاءِ، ، يَحْبُونَ بِأَشْعَا.رِهِمْ. فَتَتَلْمَذُوا فِي مِحْرَابِهَا، وَنَهَلُوا مِنْ مَعِينِهَا، فاحْتَوَتْهُمْ وَصَوَّبَتْ خَلَلَ قَصَائِدهِمْ ،وَزَادَتْهُمْ دُرْبَةً، حَتَّى صَارُوا نَوَابِغَ يُزَيِّنُونَ سَاحَةَ الْأَدَبِ الْمُعَاصِرِ بِأشْعَارِهِمْ.
■ شَارَكَتْ بِحُضُورِهَا وَإِبْدَاعِهَا فِي أَكْثَرَ مِنْ بَرْنَامَجٍ إِذَاعِيٍّ ثَقَافيٍّ عَلَى مَوْجَاتِ إِذَاعَةِ الْبَرْنَامَجِ الْعَامِّ مِنْ الْقَاهِرَةِ. وَقَنَاةِ النِّيلِ الثَّقَافِيَّةِ.
صَدَرَ لَهَا ثَلَاثَةُ دَوَاوِينَ:
– حَدِيثُ الْعِشْقِ
– كَنْزُ الذِّكْرَيَاتِ
– مَلْحَمَةُ وَطَنٍ.
■فِي حَضْرَةِ الدَّكْتُورَةِ وُجِيهَةَ السَّطْلِ، لَا يُمْكِنُ لِلْكَلِمَةِ أَنْ تَظَلَّ صَامِتَةً؛ فَهِيَ، وَمُنْذُ أَنْ ارْتَشَفَتِ الْعَرَبِيَّةَ مَعَ لَبَنِ الطُّفُولَةِ، قَدْ أَقَامَتْ مَعَ الْحَرْفِ عَهْدًا أَبَدِيًّا.
هِيَ أَدِيبَةٌ صَاغَتِ اللُّغَةَ لَا بِصِفَتِهَا أَدَاةً بَلْ كِيَانًا رُوحِيًّا، وَحَمَلَتْ لِوَاءَهَا فِي الْمَحَافِلِ وَالصَّالُونَاتِ وَالْمَجَالِسِ الْأَدَبِيَّةِ وَاللُّغَوِيَّةِ.
وَهِيَ حَارِسَةُ الْبَيَانِ الْعَرَبِيِّ.
تَرَبَّتْ فِي بَيْتِ عِلْمٍ وَتَدَيُّنٍ، وَصَقَلَتْ مَوْهِبَتَهَا مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهَا، حَتَّى صَارَ لَهَا حُضُورٌ رَاسِخٌ فِي الْمُؤَسَّسَاتِ الثَّقَافِيَّةِ وَالْمَجَلَّاتِ الْأَدَبِيَّةِ، وَلَا تَكَادُ تَخْلُو فَعَالِيَةٌ كُبْرَى تُعْنَى بِالْأَدَبِ وَاللُّغَةِ مِنْ الْإِشَارَةِ إِلَيْهَا.
هِيَ شَاعِرَةٌ وَمُنَظِّرَةٌ لُغَوِيَّةٌ، أُسْتَاذَةٌ عَابِرَةٌ لِلزَّمَنِ، نَذَرَتْ نَفْسَهَا لِخِدْمَةِ الضَّادِ بِصَبْرٍ وَعَزِيمَةٍ.
■ مَنْ يَكْتُبُ عَنْ الدَّكْتُورَةِ وُجِيهَةِ السَّطْلِ لَا يَكْتُبُ سِيرَةً، بَلْ يَرْسُمُ طَيْفًا مِنْ ضَوْءٍ يَعْبَقُ بِعطر اللُّغَةِ، وَنُورِ الْحِكْمَةِ.
إِنَّهَا وَاحِدَةٌ مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي حَضْنِ الْعَرَبِيَّةِ، فَغَذَّتْهُمْ أَبْجَدِيَّتُهَا، وَاشْتَدَّتْ عَزِيمَتُهُمْ بِوَهْجِهَا.
جَمَعَتْ د. وُجِيهَةُ السَّطْلُ بَيْنَ صَرَامَةِ الْعِلْمِ، وَرِهَافَةِ الْأَدَبِ.
وَامْتَزَجَ فِي تَعْبِيرِهَا صَوْتُ النَّاقِدِ، وَاللُّغَوِيِّ، وَالْمُرَبِّي، مَعَ صَوْتِ الشَّاعِرِ الْمُتَرَنِّمِ بِحُبٍّ لَا يَفْتُرُ لِلُّغَةِ الضَّادِ وَالْأَوْطَانِ.
■ وَتَجَلَّتْ فِيهَا رُوحُ الْإِيمَانِ وَمَعَانِيهِ حَيْثُ كَتَبَتْ قَصَائِدَ مُسْتَوْحَاةً مِنْ سِيرَةِ الرَّسُولِ الشَّرِيفَةِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
عَبَّرَتْ عَنْ ذَلِكَ فِي قَصَائِدِهَا، بِصُوَرٍ شِعْرِيَّةٍ مُؤَثِّرَةٍ ذَاتَ أَبْعَادٍ رُوحِيَّةٍ وَوِجْدَانِيَّةٍ وَتَارِيخِيَّةٍ.
تَتَرَسَّمُ خُطَا الرَّسُولِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتُظْهِرُ مَعَانِيَ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، عَبْرَ صُوَرٍ شِعْرِيَّةٍ خَالِدَةٍ.
هِيَ أُنْثَى الْحَرْفِ، وَنَحْلَةُ الْأَدَبِ، وَصَوْتٌ لَا يَخْبُو فِي قَوَافِلِ الشِّعْرِ الْعَرَبِيِّ الْمُعَاصِرِ.
وَلَئِنْ نَطَقَتِ الشِّعْرَ مُنْذُ صِبَاهَا، فَقَدْ نَطَقَتْ بِهِ كَمَا تَنْطِقُ بِهِ الْأَرْوَاحُ الَّتِي تَذُوقَتْهُ فِي رَحِمِ الطُّهْرِ.
وَقَدْ أَثْبَتَتْ جَدَارَتَهَا فِي مُلْتَقَيَاتٍ عَرَبِيَّةٍ مَرْمُوقَةٍ مِثْلِ: اتِّحَادِ كُتَّابِ مِصْرَ.
■ وَكَانَتِ الْمُسْتَشَارَ اللُّغَوِيَّ لِكَثِيرٍ مِنْ مُنْتَدَيَاتِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَمَحَافِلِهَا فِي الْفَضَاءِ الْأَزْرَقِ.
مِنْ ذَلِكَ:
جَرِيدَةُ “عَلَى بَابِ مِصْرَ” وَمُؤَسِّسَتُهَا
د. رِيهَانُ الْقُمْرِيِّ.
وَ “مُلْتَقَى الْبَسْمَلَةِ” وَمُؤَسِّسُهُ د. شَاكِرُ السّلمَانِ.
وَ “مُلْتَقَى الشَّبَابِ الْعَرَبِيِّ فِي لَنْدَنَ” وَمُؤَسِّسُهُ الْمُفَكِّرُ الْإِعْلَامِيُّ شَرِيف
الْتِمِيمِي.
وَمُنْتَدَى وَحْيِ الْقَلَمِ وَمُؤَسِّسَتُهُ الشَّاعِرَةُ مَدِيحَةُ مُصَيْلِحِي.
وَمُنْتَدَى الْأَقْلَامِ الذَّهَبِيَّةِ وَمُؤَسِّسَتُهُ الشَّاعِرَةُ عَائِشَةُ أَبُو الْعَطَا.
■ عَمِلَتْ ثلاث سنوات،
مُدَرِّسَةً لِفَنِّ الْإِلْقَاءِ فِي مَعْهَدِ التَّدْرِيبِ التِّلْفِزْيُونِيِّ فِي مَاسْبِيرُو.
وكذا في فِرْقَةِ الْوَرْشَة الْمَسْرَحِيَّةِ.
وَكَانَتْ لَهَا إِسْهَامَاتٌ فِي تَحْرِيرِ الْبَرَامِجِ الثَّقَافِيَّةِ فِي الْيُونِسْكُو وَالِاتِّحَادِ الْأُورُوبِيِّ.
نَاهِيكَ عَنْ مَقَالَاتِهَا النَّحْوِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ الَّتِي جَاوَزَتِ الْأَلْفَ، فِي تَفَانٍ .
وعطاء تَعْلِيمِيٌّ لَا يَتَكَرَّرُ،في اللُغَة، والنَحْوِ، والصَرْفِ، والتَرْبية، والأَدَبِ، ، والعَرُوض.
وكَثِيرٌ مِنْهُ مُوثَّقٌ عَلَى جُوجِلِ.
■ دَأَبَتْ عَلَى تَقْدِيمِ وَرْشَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ لِلْإِبْدَاعِ الشِّعْرِيِّ فِي بَرْنَامَجِهَا / سِجَالٌ وَفُرْسَانٌ عَلَى (جَرِيدَةِ عَلَى بَابِ مِصْرَ).
على مدى عَامَيْنِ وَنِصْفٍ.
فِي حُضُورِ لُغَتِهَا، تَنْحَنِي الْكَلِمَاتُ، وَتُصْغِي الْقُلُوبُ، وَفِي حُرُوفِ قَصَائِدِهَا، وَقَوَافِيهَا، تَزْهَرُ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ.
فَيَنْتَشِي الْعَرُوضُ، وَتَتَهَجَّى الْبَلَاغَةُ مَسَارَاتِهَا الْمُضِيئَةِ.
———-
هذا جُزْءٌ يَسِيرٌ مِنْ السِّيرَةِ الذَّاتِيَّةِ لِلدَّكْتُورَةِ وُجِيهَةِ السَّطْلِ كَمَا أَوْرَدَتْهَا لَنَا وَهُوَ جُزْءٌ بَسِيطٌ مِنْ عَطَائِهَا الثَّرِيِّ
دمت ِ مبدعة بهية دكتورة ودام عطاؤكِ الثري وكل التقدير لحضرتك .
أ.سما سامي بغدادي