السفير محمد مرسي يكتب :قد تختلف تقديراتنا لموقف مصر من غزه

قد تختلف تقديراتنا لموقف مصر من غزه ، وبالتالي تتفاوت مواقفنا في هذا الشأن نقداً أو مدحاً .
وهذا أمر مقبول في مجمله ، ويمكن تفهمه وتبريره وفقاً لنطاق ومجال رؤية كل منا لكامل أبعاد المشهد وتعقيداته .
ولكن تركيز النقد والهجوم علي مصر فقط وتحميلها مسئولية ما آلت إليه الأوضاع المأساوية هناك عمل يتعارض والصواب والموضوعية والأمانة .
ولا يجب هنا خلط الأوراق أو استغلال المناسبة لتصفية الحسابات أو غير ذلك .
فالقضية وظروف الأشقاء المتدهورة هناك أكبر من كل ذلك .
أما الهجوم علي مقار سفاراتنا في الخارج وإغلاق أبوابها في إطار حملة منظمة وممنهجة فهو عمل خاطئ يضر كثيراً بالقضية ولا يفيد الأشقاء في محنتهم الكبيره .
وتملك سفاراتنا في الخارج وسائل شرعية وعملية لوقف هذه التجاوزات وبما في ذلك استخدام القوة بمجرد ملامسة المعتدي بطريقة عدائية لباب السفارة والذي منه تبدأ حدود الأرض المصرية وتطبيق قوانينها داخل الدولة المضيفة .
وهذا أمر وحق تنظمة تفصيلاً وتكفلة اتفاقية فيينا للحصانات الدبلوماسية .
وسلطات الدولة المضيفة مسئولة كذلك وقبل ذلك مسئولية كامله عن تأمين مباني السفارات وأعضائها وعن مساعدتهم في تأمين أنفسهم ومقار بعثاتهم المعتمدة .
وبالتالي فإن ما يحدث الآن ليس ضعفاً أو تراخياً من جانب السفارات المصرية والدوله ، ولكنه صبر وتفهم لمشاعر الكثيرين الغاضبة إزاء معاناة إخوتنا في غزه .. وهي نفس المشاعر التي تنتابنا جميعاً .
أتمني ممن يتزعمون هذه الأعمال أن يفهمو أنها غير مفيدة وأنها تضر بهم وبالقضية التي يتحركون من أجلها.
وأننا في مصر وشعبها لسنا في مجال المزايده علي الوطنية وعلي الإلتزام بواجباتنا إزاء الأشقاء ومعاناتهم .
وأخيراً .. فقد كان جل اهتمام هذه الصفحة وصاحبها هو قضيتنا المركزية .. فلسطين ودعمنا للمقاومة ومطالبتنا بدعم الأشقاء هناك والتحرك لرفع الظلم والمعاناة عنهم ..
ومازلنا علي هذا الموقف .