محمد جمال عرفه يكتب :أسباب إعلان إسرائيل ما يُسمى (هدنة إنسانية)

أسباب إعلان إسرائيل ما يُسمى (هدنة إنسانية) وإدخال سيارات للأمم المتحدة تحمل طعام ومساعدات وسماح الاحتلال بإسقاط مساعدات بل وقيام طائراته الحربية، نفسها التي تقصف وتقتل، بإسقاط بعض هذه المساعدات يمكن تفسيره بأربعة أمور:
1- تدهور صورة وسمعة الاحتلال بسبب خطة (التجويع للتهجير) وتزايد المقاطعة العالمية وحتى الأمريكية والأوروبية الاقتصادية والأكاديمية للصهاينة لدرجة إصدار منظمات يهودية في الغرب بيانات تنتقد إسرائيل للنئي بنفسها عن تهم جرائم الحرب، ومن ثم محاولة الاحتلال بإدخال هذه المساعدات “تلميع الصورة” بأن إسرائيل “دولة إنسانية” ولا يوجد تجويع!
2- حدوث انقسام شديد داخل معسكر ترامب (تيار ماجا الذي يزعم أنه يريد أمريكا عظيمة مجددا) وهجوم فريق كبير منهم على حكومة ترامب لأن هذا الدهل وعد (وفق برنامجه الانتخابي) أنه لا حروب ولا إنفاق أي أموال علي السلاح والحروب زلكن ها هو يفتح خزائن أمريكا لإسرائيل ويورط بلاده في حروب في غزة وإيران وغيرها .. وهذا يفسر تصريحات وزير خارجيته الذي تحدث عن مراجعة لاستراتيجية أمريكا في غزة وغضبهم من تأخر تنازل حماس وانسحابهم من المفاوضات.
3- أحد أسباب عودة السماح بالمساعدات، هو أن جرائم التجويع الصهيونية الحقيرة ومشاركة أنظمة عربية فيها (بالصمت في أفضل التفسيرات وقلة الحيلة بحجة الخوف من أميركا) زاد الغضب الشعبي لأن صور المجوعين في غزة تسببت في تألم الجميع لذا تحركت أمريكا – قبل إسرائيل – لفرض هذا الشو الإعلامي عن فتح أبواب السماء والارض بالمساعدات لغزة والسماح للدول العربية الآن بإلقاء المساعدات على غزة (الإمارات بدأت) لتخفيف الضغوط الشعبية على الانظمة كي لا تخسر أميركا وإسرائيل حلفائها العرب.
4- هناك حالة غضب بين الإعلام الغربي (الذي تستند له الدعاية الصهيونية لتضليل العالم عما يجري) وتحول غير مسبوق من دعم إسرائيل إلى انتقادها لأن الأمر زاد عن حدة.. حتى أن صحف يمينية متطرفة مثل “ديلي أكسبريس” البريطانية التي تضع شعار الحروب الصليبية على غلافها نشرت هذه الصورة على غلافها 👇وكتبت تقول: (بدافع الرحمة أوقفوا ذلك الآن)!
وأيضا الصحفي الإسرائيلي الأميركي باراك ريفيد اضطر لمهاجمة خطط الاحتلال ووصف قرار نتنياهو وحكومته في مارس بوقف تدفق المساعدات إلى غزة وتجويعها بأنه (قرارٌ مؤسفٌ ومتهورٌ ومتغطرسٌ وسياسيٌّ أملى سياسةً مدمرةً استمرت أربعة أشهر، وتضمنت ارتكاب جرائم حرب، وأدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين الأبرياء، وأغرقت إسرائيل في أزمة دولية غير مسبوقة) وقال: (لقد فات الأوان للتغيير) أي خسرت إسرائيل فرصة تلميع صورتها حتى ولو سمحت بإدخال المساعدات كما تفعل الآن!
أيضا ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر اسرائيلية أن (الحكومة الإسرائيلية عاشت في هستيريا خلال الأيام الماضية نتيجة الضغط الدولي بسبب حالات الجوع في غزة)
الخلاصة: هذا الضغط وأغلبه شعبي وإعلامي وسوشيال ميديا هو ما استجلب تنازل العدو وتسبب بدخول الشاحنات