منتصف الليل الثاني عشر….بقلم مريم أبو زيد

“منتصف الليل الثاني عشر”
أكشفُ الغطاءَ عن أرقـي،
وأهربُ من سريرٍ ضاقَ بكلِّ هواجسي.
—
ماذا لو أتاني الحبُّ نوماً عميقاً؟
ماذا لو انسكبَ وجهُكِ في حلمي غريقاً؟
—
الأفكارُ تتوهُ في ممراتِ رأسي،
ورأسي متاهةٌ بلا جدارٍ أو رأسِ.
—
الحنينُ وحشٌ يتنصَّتُ خلفَ الزجاجِ،
وقلبي يرتجفُ كعصفورٍ في العاصفةِ،
يخبئُ دقاتِهِ خوفاً من انكشافِهِ.
—
ما كنتُ من أهلِ الليلِ،
لكنَّ النهارَ خانَ كلَّ مواعيدِهِ،
وما اخترتُ العتمةَ إلا لأنَّ الضوءَ تنكَّرَ لوجودي.
—
ليستْ بي سَهَرَةٌ ولا انتظارٌ،
لكنَّ النعاسَ حصاةٌ في جفني،
تجرحُني كالغيابِ،
وتُذكّرُني أنَّ الليلَ وطنٌ لمن ضاقَتْ بهمُ الأيامُ.
—
طويلةٌ هذه الليلةُ..
والوقتُ قاسٍ كالسجانِ.
فاسكني أيها الجسدُ الظمآنُ،
واغفُضي أيتها الروحُ اليقظانُ.
فلعلَّ الصباحَ يحملُ بينَ طياتِهِ خلاصاً،
أو حتّى مجرَّدَ وَهْمٍ يشفيني.