قالت…..بقلم هنادي الوزير

عندما التَقَيْنا لم أكن أعلَمُ مَن أنا!
ذابت ذاتي فيكَ
تسرَّبت حواسُّكَ تحت جلدي
وكأنَّكَ كنتَ تبحثُ عن امرأةٍ تُكمِلُك
وتُذيبُ جمودَك!
أُنوثى تُضفي بريقاً على روحك!
صِرتَ وجهي!
كلُّ ما كان يَنقُصُكَ كان مُتأصِّلًا في ذاتي على فِطرَتِه الأولى!
صِرتَ أنتَ على نُسختِكَ الأُنثويَّة!
تقمَّصتُكَ!
بِتُّ شرِهةً في كلِّ شيءٍ
العاطفة
المُضاجعة
الهَوَس!
الاختلالُ النفسيُّ!
اتَّحدَتِ النرجسيَّةُ والحَدِّيَّةُ فينا
على أشرسِ أشكالِها!
فبِتُّ صَنِيعَتَك!
بكلِّ ضعفي وجَبروتِك!
وحين كنتُ أختنقُ في جسدِك ولا أجدُني؟
أتمرَّد!
أرفعُ رأسي مِن عُمقِ ذاتِك!
أُحاولُ الانسِلاخ!
تتسرْبَلُ أصابعي بين خيوطِ شعري!
أخلَعُ جلدةَ رأسِك لأصلَ إلى جُمجُمتي!
أكسرُها!
أجدُني عاريةً في ظلمةِ القاع!
أعصِرُ معدتي؛ أفرُكُ سُرَّتي!
فأتسرَّبُ من مساماتي وأطفو على السَّطح!
تنبثِقُ روحي!
على هيئةِ قَطراتِ عَرَقٍ
تَركُضُ على جلدي بجُنونٍ وعشوائيَّة!
تَصرُخُ بهِستيريَّة
مُعلِنةً كَسرَ قُيودِك!
ألتفتُ إلى المرآةِ لَفْتةً خاطِفة
فلا أجدُك!
أنتكِس!
أشعُرُ بنَقصِكَ في دمي!
أحتاجُ أن أُحقَنَ بكَ أوردتي!
أحتاجُ..
لفَوَرانِك بداخلِ رَحِمي
أن تَتشعَّبَ بأعصابي
وتصطدِمَ بعقلِي!
فَتتَفجَّرَ تحتَ جلدةِ رأسي!
وتَتَشَظَّى من لؤلؤتَي مَبيضي
كالدماء!
تتَفجَّر!
كما يتفجَّرُ الأدرينالين
والدوبامين!
أعودُ إليك بكلِّ هَزلي
جاثيةً أمامَكَ على رُكبَتي
خاضعة!
فتخرجُ مِنِّي على هَيئتِكَ!
بحاجبَيْنِ مُرتفعَيْن!
وواثقَيْن!
وشَفةٍ غليظةٍ وقاسية!
وقلبٍ أَهْوَج، ومَلامحَ هادئة!
واضعًا يدكَ على رأسي
وكأنكَ سَيِّدٌ تُباركُ عَودتي!
أحيانًا يجعلُنا الحُبُّ هكذا
سَيِّدٌ وصَنِيعَتُه!
مذِ افترَقنا
لم أعد أعلَمُ مَن أنا!
هل أنا أنتَ!
أم أنتَ أنا!
بِتُّ أُنفِّذُ ما كنتُ أُؤمَرُ به..
دونَ مُقاومة!
لا أُحدِّثُ الغرباء..
ألتقِطُ صورًا كثيرةً لوَجهي..
وأحتفِظُ لكَ بأجملِها!
أُبقِي شعري مُضيئًا
كخُيوطِ الشمس!
يتضاجعُ قِلادتانِ على رَقَبتي!
هديَّتُكَ؛ لا أقوى على خَلعِهما!
تسيلُ منهُما على نَهدي
وتتغلغلُ من جديدٍ من مساماتي
من لحمي؛ إلى دمي وعِظامي!
أحرِصُ على إطفاءِ الضَّوءِ الأخضرِ بعدَ خُروجي
من كلِّ الأماكنِ المُزدحِمة!
أتأكَّدُ من إغلاقِ جميعِ المنافذِ التي قد تَسمحُ لرجلٍ غيرِكَ بالاقتراب!
أُغلِقُ علَيَّ جميعَ الأبواب!
أُطفِئُ وهجَ نَهدي!
أَكْتِمُ أناتي ولا أُصدِرُ ضجيجًا!
وأجثو على رُكبَتي في مُنتصفِ العُمر!
بينَ أربعِ جُدران!
منذُ افترقنا
خلعتُ عيني!
أطفأتُ ضوءَ الأيام!
أسكتُّ حولي جميعَ الأصوات!
وصوتُكَ وحدكَ
يجعلُني أَتبعُهُ في عَتْمَتي!
لم أعد أرَى سِواك!