منذ أن رأيتكِ…..بقلم بسام المسعودي

منذ أن رأيتكِ
والأشياء تتحوّل.
النايات تبكي حين أصمت،
والماءُ يرتجف إذا نطقتُ اسمكِ
بيني وبيني.
لم أكن أبحث عنكِ،
بل عن معنى للصلاة
يُشبه هيئة جسدك
حين تنحني للعتمة،
وحين تنهضين كضوءٍ يابسٍ
من طين الخطيئة.
ألمس يدكِ في الهواء،
فأشعر أنني أصلّي
بغير وضوء،
وأن كل ما فيّ
يركع لشيء لا اسم له،
لكن له عطركِ.
يا امرأةً
كأن جسدها محرابٌ
وكأن فمها صلاةٌ
لا تُغادرها الأصوات.
ألم تعرفي أن الروح
حين تشتهي
تخرج من جلدها؟
وأنني
كلّما خجلت منكِ
ازددتُ قربًا؟
كلّ رغبةٍ لا تُقال،
هي خشوع.
وكلُّ جسدٍ لا يُلمَس،
قد يكون معراجًا.
أنا رجلٌ
يتعلّق بأهداب الصمت،
ويرى في نَفَسكِ
سورةً لا تُتلى على العابرين.
هل تذكرين…
حين سقط الليل بيننا
ولم ننهضه؟
حين قلنا “أنا لك”
وتركنا الآخرة تُكمل الباقي؟
جسدي الآن
مسوَّدٌ من أثر القبلة الأولى،
مختومٌ بحرفٍ لم يُكتب
ولا يُمحى.
أصلّي إليكِ
لا من أجلكِ،
بل من أجلي…
كي أظلّ حيًّا
في انتظار غيابكِ.