كتاب وشعراء

تعالَ كما الشتاء.. لسابرينا عشوش

تعالَ كما الشتاء
لسابرينا عشوش

أنا لا أُطيقُ فصولَ الشهوةِ الجافّة،
ولا أتحمّلُ القيظَ حينَ يتعطّرُ بالغرور،
رائحةُ الصيفِ تُشبهُ نَفَسَ المرايا حينَ تلهثُ،
ولونهُ…
كعاشقةٍ نسيتْ أن تغمضَ قلبَها وهي تحترق.

تعالَ لا كما يأتي الضوءُ متكبّرًا في تموز،
بل كما يتسلّلُ الشتاءُ إلى شرايينِ الأغاني،
تعالَ محمّلًا بزفرةِ مدفأةٍ نسيتني،
برائحةِ الصوفِ المُبتلّ على أطرافِ اصابعي.

أنا لا أُريدكَ نارًا،
بل بخارًا يُغشي الزجاجَ على استحياء،
فأكتبُ اسمكَ عليه… ثم أمسحهُ لأبكي.

تعالَ قُبلةً باردةً،
تهزُّني كغصنٍ في كانون،
تعالَ رجفةً
أرتّقُ بها قلبي من شرخِ الصيفِ وأطيافِه الدافئة كالكذب.

لا تَكُن شمسًا تُضيءُ لتفضح،
كُن غيمًا
يعلّقُ حزني على رقبةِ النافذة
ثم يبلّلهُ، دونَ أن يسألني: لماذا تبكين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى