ضوء…..بقلم محب خيري الجمال

صباحُ الخير،
قالتها الريحُ وهي تُزيحُ أوراقَ نومي عن وجهي.
كنتُ وحدي،
وأنا أُعدُّ لكِ فطورًا من ذكرياتٍ لم تحدث،
وأغسلُ الوقتَ بماءِ الانتظار.
صباحُ الخير،
أعني بها:
دعيني أزرعكِ في مفصلِ نهاري،
كأنكِ ورمٌ طيّب،
ينمو على الجهةِ اليسرى من يقظتي.
في المرةِ الأخيرة التي حلمتُ فيها بكِ،
كنّا نعدو في ثيابِ العيد،
نحو مقبرةٍ مهجورة،
نبحثُ عن طفلٍ ضيّع اسمه،
وسمّاكِ بدلاً عنه.
صباحُ الخير،
أيّتها المرأةُ التي
حين تبكين،
تنبتُ حولكِ حيواناتٌ من الحبرِ والخرائط،
ويُغشى على المدن.
أنا الرجلُ الذي يتنقّل في جسدهِ كضيف،
يرتدي صوتهُ في الحفلات،
ويُعيرُ ملامحهُ لتماثيلَ غامضة.
لم أعد أثقُ في الكلمات،
منذُ أن كتبتُ لكِ
(أحبكِ)
فجفَّ القلمُ
وذهبَ ليعملَ نادلًا في حانةٍ نائية.
كلُّ ما لم أقله لكِ،
زرعتهُ في حدائقَ لا تزهر،
وتمنّيتُ أن تكتبيهِ
بخطئكِ الإملائيِّ المفضل،
على ظهرِ منديلٍ مسروق.
أنا لستُ شاعرًا،
بل مجرّدُ رجلٍ
كان يبحثُ عن ساعةٍ ضائعة،
فوجدَ امرأةً
تتنهّدُ كلّما سألها: “كم الساعة؟”
صباحُ الخير.
لكنني لا أملكُ يدًا لألوّح بها،
قطعتها البارحة لأصنعَ منها
بابًا صغيرًا،
كي تهربي منهِ
حين تنامينَ داخلي.