كتاب وشعراء

نَفَسٌ مُعلَّقٌ…..بقلم فيروز مخول

نَفَسٌ مُعلَّقٌ
لَمْ تَعُدِ الجِهاتُ تَعرِفُني
ولا العَناوينُ تُنادينِي
كأنّني مِنْ زَمَنٍ خائِفٍ
يَتَذَكَّرُني
حلما
ثُمَّ يُسقِطُني كَغَلَطَةٍ مَطبَعِيَّة.
كُنتُ أُفَتِّشُ عَنْ ظِلالي
فارتَدَّتِ المِرآةُ عَنْ وَجهي
كَنَافِذَةٍ مُغلَقَةٍ
أُمِّي خَبَّأَتْ اسمي تَحتَ وِسادةِ الغِيابِ
ورَشَّتِ الرّمادَ ثمَّ
قالَتْ :
لا تُنادِي أَحَداً
فالجُدرانُ بلا آذانٍ
والسقف لا يجِيبُ.
أبِي؟
كانَ يَرسُمُ لي الطرِيقَ
لكِنَّهُ نَسِيَ أَنْ يُعَلِّمَني كَيفَ أَسِيرُ
حينَ تمحو الجِهاتُ رائحتي
سَكَبَ على جَبِينِي صُبحاً
ثُمَّ مَضى….
وتَرَكَ اللَّيلَ بنُبوءةً لم تَكتَمِلْ
ولن تكتملَ.
المُدُنُ….
لا تَسأَلُ
ولا تَتَذَكَّرُ اللَّوَاتِي بَكَيْنَ على أعتابِها
أمامَ أبوابٍ لا تُفتَحُ.
الآن أَكتُبَ كَيْ أُنسى
أُحاوِلُ الصُّعودَ
فَأَهوِي….
أُحاوِلُ الإصغاءَ
فَلا أَسمَعُ سوَى الفَراغِ…
قالوا:
إِذا حَمَلَ نبضُكِ النُّورَ
يَنفتِحُ التّاريخُ.
مَزَّقتُ قَميصي
لمْ أَجِدْ سِوى قَصيدَةٍ
تَبحَثُ عَنْ نَبِيٍّ
في مَقبَرَةِ المَعاني.
لا وَجهَ لي….
أَنا ظِلُّ النِّداءِ الأخيرِ
أَنا البُعدُ المُعَلَّقُ على شَجَرَةِ الوَقتِ
أَنا الجُملَةُ لَمْ تُنهِها اللغةُ
عَلَّقَتْها في صَدرِ نايٍ
يَبكِي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى