كتاب وشعراء
السالكين في دروبِ الفناء…..بقلم مها السحمراني

صباحُ السالكين في دروبِ الفناء
الذين خلعوا نِعالَ الأنا على عتبةِ الحضرة
وتزيّنوا بثوبِ التجلِّي
وناموا على سُجّادةِ الذكر
فأيقظهم نداء
“ارجعوا إلى ربكم راضيةً مرضيّة.”
صباحُ من أنكروا الطُرق
وباتوا في حضرةِ الطريق
لا شرقَ عندهم ولا غرب
مدارهم لا يُقاس بالبُعد
فهم قومٌ إذا ضحكوا فاض الحنين
وإذا بكوا ابتسمت السماوات
يا صحبةَ الأرواح
يا من تسكنكم أنفاسُ الحضرة
وتجمعكم همّةُ التوحيد
صباحُنا تجلٍّ لا يُحاط
ووصالٌ لا يُقال
وسُكرٌ بلا كأس
فلنمضِ اليوم سُجّداً
بقلوبٍ لا تعرفُ إلا الطلب
نسيرُ خلف نورِ المشاهدة
نتوسّد سكينةَ التسليم
ونكتفي من العالم بـ نسمةِ عرفان
اللهم اشفِ من نحب وكلَّ مريض
شفاءً لا يُغادرُ وجعاً ولا يُبقي أثراً
يا أرحمَ الراحمين