تيسير عبد يكتب :السفارة المصرية هدف احتجاجي مرغوب ومشترك للاحتلال ولأبو شيخة.

نظم قادة الإخوان المسلمين داخل الخط الأخضر اليوم وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية احتجاجا على تجويع غزة. وإغلاق معبر رفح.
لست هنا بصدد الدفاع عن مصر. فمصر دولة عمرها آلاف السنين. لديها متحدثون وإعلاميون ومسؤولون يستطيعيون الدفاع عن جمهوريتهم وسياساتها.
لكن ما يهمني كارثتي التي انظر إلى تفاصيلها عبر ثقب الخيمة الضيق. حتى لا تنحرف البوصلة. ويظن أهل المحاور أنهم على حق.
فلنعد إلى الحدث من بدايته..
تقدم الشيخ نضال أبو شيخة بطلب رسمي قبل يومين إلى الشرطة الإسرائيلية بهدف تنظيم تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل ابيب احتجاجا على تجويع غزة.
الشرطة الإسرائيلية وافقت ومنحته التصريح. ولم تمنعه.
وافقت الشرطة الإسرائيلية سريعا لأن هدف التظاهرة ليس منع التجويع عن غزة. ولكن لتحميل مسؤوليته لمصر. هذا هدف جيد يرضي الاحتلال. وربما الذي وافق على التصريح هو أحد المسؤولين من جماعة الضغط القطرية في مكتب نتنياهو الذين تمولهم بالدولارات شهريا بهدف مهاجمة مصر.
لو طلب ابو شيخة تنظيم التظاهرة امام الكنيست او وزارة الدفاع الإسرائيلية او منزل نتنياهو. لرفضت الشرطة بالتأكيد تنظيم التظاهرة. ولربما لألقت بأبو شيخة في السجن.
إذن السفارة المصرية هدف احتجاجي مرغوب ومشترك للاحتلال ولأبو شيخة.
عرفنا من هو الاحتلال. لكن لم نعرف من هو ابو شيخة؟.
ابو شيخة هو مسؤول محلي لرابطة المساجد التي تتسلسل المسؤولية فيها إلى كمال الخطيب ورائد صلاح. مسؤولا الإخوان في الداخل المحتل. وصاحبا العلاقة الوطيدة باردوغان وقطر منذ عقود.
إذن الإخوان المسلمون هم الذين يقفون خلف التظاهرة. إخوان الداخل هم مجرد ادوات ممولة. للتنظيم الدولي الذي يحرك الدمى لاتهام مصر والتحريض عليها. إسرائيل والإخوان موافقون على إقامة التظاهرة واتهام مصر.
لكن سؤال استاذي: اسامة حمدان بتاريخ 7 مايو 2024 شكر مصر على إغلاق المعبر بعد احتلال إسرائيل رفح. وثمن موقفها على ذلك. ما الذي تغير؟ لماذا انقلبت خمااش على موقفها وعادت لتحميل مصر مسؤولية إغلاق المعبر؟.
هذا لانك لا تمتلك رؤية للصراع. الإخوان الدولي اكبر من خمااش. وإذا قرر على خمااش ان تستجيب وتنفذ. مصر الآن هي العدو الاول للإخوان. وتحميلها مسؤلية الموت والجوع في غزة في اولويات التنظيم. اهم واولى من تحميلها إلى الاحتلال. الاحتلال مسكين وبرئ امام جرائم مصر في غزة.
طيب سؤال ثاني استاذي: لان رأسي بدات تدور. نحن في غزة كمواطنين عاديين. من هو عدونا. ومن الذي يجوعنا؟ إسرائيل ام مصر؟.
ج: إسرائيل تقول انها مصر. وقد سمحت لكمال الخطيب وابو شيخة للتظاهر وتحميل مصر المسؤولية. ألا تثق بكلام واتهام إسرائيل وكمال الخطيب؟.
س: لكن انا أرى جيش الاحتلال هو الذي يحاصرنا ويقتلنا ويغلق معبر رفح من جهتنا؟. كيف تريد ان تقنعني ان مصر هي التي تحاصرنا؟.
ج: مصر متهمة من الإخوان الآن. وحتى تتخلص من هذه التهمة يجب ان تضغط على الاحتلال بالقوة السياسية لفتح معبر رفح؟.
س: وإن لم يستجب الاحتلال. وهو بالطبع لن يستجيب. فماذا تفعل مصر؟.
ج: تستخدم القوة العسكرية لفتح المعبر؟.
س: لكن هذا سيؤدي إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل وستتدخل امريكا بقوة عسكرية هائلة كما فعلت مع إيران مثلا. وربما هذا سيؤدي إلى إشاعة الفوضى في مصر وإسقاط النظام.
ج: هذا هو مربط الفرس الذي قلته. جر مصر إلى حرب مع إسرائيل. لاسقاط النظام المصري حتى يعود الإخوان من منافيهم لحكم مصر. ممارسة اكبر ضغط إعلامي وشعبي على مصر لإدخالها في صدام هو هدف الحملة الدولية. وترامب وإسرائيل سبستفيدان من فتح الحدود وتهجير الغزيين إلى سيناء وفق حلمهم الذي لا يملون تكراره.
س: إذن المسألة لم تعد مسالة غزة وتجويعها. غزة لعبة صغيرة. وطعم يتم توظيفه ليخدم سياسات إقليمية كبرى تصطف فيها محاور يقودها الإخوان من قطر وتركيا وتوفر لهم إسرائيل التسهيلات وحق التظاهر القانوني.
والغزيون اين هم من هذا الصراع الإقليمي؟.
الغزيون هم الدمى وأحجار الشطرنج التي يتم تحريكها وقتلها وفق المصالح الإقليمية في التوقيت الذي يناسبهم. مصالح: إسرائيل والإخوان وإيران.
لكن معلش: واعذرني لإعادة سؤالي لاني فقدت التركيز. ولنعد من البداية: من الذي يجوعنا. ووفر كل اسباب الذل والهوان والموت لنا. وتخلى عنا. ولم يهتم لإبادتنا اليومية؟.
ج: لن تفهم لماذا تموت بهذه البساطة والمجانية. ولو اعدت عليك الإجابة الف مرة. دون ان تفهم لعبة المحاور الإقليمية التي انت دمية بلا قيمة فيها.