فيس وتويتر

عامر عبد المنعم يكتب :المؤتمر الذي عقدته السعودية بمشاركة فرنسا في نيويورك

المؤتمر الذي عقدته السعودية بمشاركة فرنسا في نيويورك يتبنى خطة نتنياهو لليوم التالي للحرب
منذ عامين تفشل كل المبادرات لوقف الحرب في غزة، بسبب التصورات الإسرائيلية التي تدور حول بند واحد رئيسي وهو اختفاء حماس من المشهد، وبسبب هذا المطلب المستحيل الذي يصعب تحقيقه استمرت الحرب كل المدة الزمنية وماصاحبها من تدمير وإبادة وتجويع.
فشلت إدارة بايدن حتى رحيلها في تقديم حل واقعي، ثم جاء ترامب وسار على نفس خطى سلفه وتوعد بالجحيم ولكنه فشل في تحقيق أي حلحلة، وأوعز الرئيس الأمريكي لنتنياهو بممارسة المزيد من الفظائع لإخلاء القطاع لإقامة ريفيرا ولكن شعوب العالم لم تتحمل الإبادة، حتى أن بعض اعضاء الكونجرس ومنهم جمهوريون أعلنوا رفضهم لما يجري، بل خرجت مظاهرات في تل أبيب تطالب بوقف الحرب ووقف المجاعة.
وبدلا من الوصول إلى صفقة لإنهاء الحرب، يتم فيها تسليم الرهائن الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين والانسحاب من غزة ورفع الحصار يتم تقديم المطلب الإسرائيلي والذي يتبناه ترامب بعنوان جديد بين فترة وأخرى.
هذه المرة جاءت الخطة الإسرائيلية في إطار عناوين ظاهرها الرحمة وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وباطنها العذاب وهو دخول قوات عربية لنزع سلاح حماس ليكون الصراع عربي فلسطيني.
هذه بعض قرارات مؤتمر نيويورك:
ـ تخلي حماس عن إدارة غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية.
ـ تشكيل لجنة انتقالية فورا لتولى العمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ودخول قوات دولية وعربية لمساعدة السلطة.
ـ مكافحة التطرف والتحريض المؤدي للإرهاب، وتحديث المناهج الفلسطينية.
ـ إجراء انتخابات عامة ورئاسية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في غضون عام، تحت رعاية دولية، يشارك فيها الملتزمون ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، أي استبعاد حماس وكل الفصائل الفلسطينية المتهمة بالمقاومة.
مصير قرارات مؤتمر نيويورك لن يكون أفضل حالا من المؤتمرات والمبادرات السابقة، لأن الطرف الإسرائيلي لا يريد وقف الحرب، ولا يقبل بحل الدولتين حتى لو كانت دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
لا حل إلا بالانحياز للعدالة، ووقف الحرب، وحقن الدماء، والعودة إلى حدود السابع من أكتوبر 2023 ورفع الحصار، وإغاثة الجوعى، والإدانة القوية والصريحة لمن يمارس القتل والتدمير وليس إدانة الضحايا الذين إن لم تقتلهم القنابل يموتون من الجوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى