كتاب وشعراء

ما أقبحَ هذا الصمت…….بقلم مجيدة محمدي

ما أقبحَ هذا الصمتَ،
الأسودَ ،
كالقطرانِ المسكوبِ على لسانِ الحقيقة،
هذا الذي ،
يغتسلُ بالبياناتِ الرسمية،
ويضعُ ربطةَ عُنقٍ ، مصبوغة
في دمِ الأطفال…

ما أقبحَهُ،
حين يُقيمُ صلاةَ الحيادِ
في معابدِ العارِ المتأنّقِ
بكلماتٍ مطاطيّةٍ
تغلفُ النفاقَ بورقِ السّلُفان.

أيُّها الساترُ لِجُبْنِ العالم،
و الخنجرٌ المسنون في خاصرةِ الحقيقة،
المغرق للمعاني في قعرِ الخذلانِ
باسم الدبلوماسية …
في غزّة،
يموتُ الهواءُ مختنقاً ،
من فرطِ زفرات المجازر،
وتُطْعَنُ الشمسُ،
كلّ صباحٍ
ببلاغِات الأسفِ العميق…

في غزّة،
ينام الطفلُ على ظلِّه،
ويردد اسمَهُ على نفسه كي يُقْتَلَ به،
و يكتبُ على الترابِ “أنا حيّ”،
فتمحو الطائرات الكلمةَ
وتذرُّها رمادًا على أرواحِ العابرين.

ما أقبحَ هذا الصمت…المتمسح بالعار…
ما أصغرَه أمام جفنِ الشهيد ،
فالأم لم تَعُدْ تَعرف
كم عددَ القُبَل المؤجَّلة
على جبينِ العريس العائدِ في الكفن.

فيا أيّها الستارُ المُخيفُ
على مسرحِ الجريمة،
متى تتعلّم
أن تكونَ شريفا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى