كتاب وشعراء

وسادَةُ الْحَنِينِ…بقلم فيروز مخول

وسادَةُ الْحَنِينِ
إلى الحنينِ الذي ينامُ
على الوسادةِ.

في زاوِيَةٍ مِنِّي
اِنْسَلَّ ظِلُّكَ
كَما يَنْسَلُّ السُّؤالُ
مِنْ فَمِ مَيْتٍ.
لَمْ يَكُنِ الرَّحيلُ خَسارَةً
أوْ خِيانَةً
يَجْلِسُ داخِلي
يَحُكُّ جِدارَ الرُّوحِ
بِمِخْلَبٍ الْغُموضِ.
الْمَسافَةُ بَيْنَنا
مَزْلاجٌ
إِذا أَفْلَتَّهُ
انْفَجَرَ الصَّمْتُ
كِتاباً
أَبْكَى
نَفْسَهُ والذاكرةَ
كَسَحابَةٍ خَجولَةٍ
أنْتَ
تُمْطِرُ فِي خارِجِي
فتَتَجَمَّدُ مَلامِحِي.
وَحينَ تَغيبُ
تُرْهِقُني الأَشْياءُ الصَّغيرَةُ:
خُطُواتٌ دونَ بوْصلةٍ
وَجهٌ دونَ قسَماتٍ
وَأَصابِعُ دونَ ضوْءٍ
الشِّعْرُ؟
جُرْحٌ
ينْظِمُ أوْتارَهُ
وَالقَصائِدُ الَّتي كَتَبَتْكَ
تَخْشَى أَنْ تَسْقُطَ مِنِّي
وَأَنَا
أَحْفُرُ أَماكِنَكَ
داخلِي
كَمَنْ يَسْتَخْرِجُ نَجْمَةً مِن تُرابٍ
ثُمَّ يَسْتَغْرِبُ الظَّلامَ
الْكِتابَةُ؟
خَديعَةٌ
نَقْشُها جَميلٌ
وحافَّتُها إنْهاكٌ.
أَمّا الحَنينُ…
فيتَسَلَّلُ إلى وَسَادَتِي
يَسْتَأْذِنُنِي
فِي النّوْمِ
ثمَّ يبْكِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى