غير مصنف
وطن…بقلم ساميه أحمد

هو أول دفء عرفناه،
حين كنا نركض حفاة في الأزقة،
نضحك من غير أن نسأل: لماذا نضحك؟
هو رائحة الخبز في الفجر،
وصوت المآذن يتسلل إلى القلب قبل الأذن.
وطن…
هو وجوه الجدات،
التي حفرت التجاعيدُ عليها تاريخًا لا يُدرَّس في المدارس،
وحكاياتٌ تُروى على الضوء الخافت كأنها آيات مقدسة.
هو اسم نكتبه على جدران القلب،
حتى لو شُوّه على الجدران الرسمية.
وطن…
ليس علمًا فقط،
بل الجندي الذي لم يأخذ صورةً أخيرة قبل المعركة،
والأم التي كانت تخيط قميص ابنها ولم تعلم
أنه لن يعود ليَلبسه.
وطن…
هو هذا الشعور الحارق حين نراه يُباع ويُشترى،
ويُفصَّل على مقاس الغزاة والعملاء.
هو سؤال يطاردنا:
كيف نحبه كل هذا الحب… وهم يقتلونه أمامنا كل يوم؟
هو التناقض النبيل:
نكرهه حين يؤذينا،
ثم نبكي ونغفر له… ونعود إليه كأطفال عادوا لأحضانهم.