أما هو أخي…..بقلم القس جوزيف إيليا

وما أنا بمزدرٍ بغيرِهِ
ولا تراني ساعيًا لقهرِهِ
أحبُّهُ وإنْ أبى محبّتي
وكسّرتْ غصنيْ رياحُ غدرِهِ
وإنْ أتاني هادمًا منازلي
لمْ ترَني أجري لهدمِ قصرِهِ
إنّي لهُ الحامي إذا منهُ دنتْ
بليّةٌ ورافعٌ مِنْ قدْرِهِ
أقودُهُ إلى بحارِ نِعَمٍ
وإنْ بأرضي شلَّ خطوَ نهرِهِ
وإنْ على وجهي رمى جمرتَهُ
ما شئتُ أرمي وجهَهُ لكسْرِهِ
وإنْ نوى فضحًا لأسراري فما
أنا بكاشفٍ خفايا سرِّهِ
وإنْ أرادَ أنْ يُسيلَ دمعتي
بنيتُ أحلى بسمةٍ في ثغرِهِ
“هابيلُ” قدوتي لبستُ ثوبَهُ
مستنشِقًا حُبًّا عطورَ زهرِهِ
وما اعتراني ندمٌ أما أخي
هو وبدري مُشرِقٌ ببدرِهِ؟
والموتُ لو جاءَ وهدَّنا معًا
قبري تراهُ دانيًا مِنْ قبرِهِ
يبلعُنا العَتْمُ ولا ضوءًا يرى
إلّا الّذي الغيرُ نجا مِنْ شرِّهِ