إليكِ روحي … قصه قصيره بقلم الكاتبة/ هدي فؤاد عبد الحفيظ

كانت الساعة تدق العاشرة مساءاً في النادي، ونسمة الهواء تداعب وجهها،جلست ندي تفكر في حياتها المستقبلية ، عصف في ذهنها قصة حب قديمة، انهارت جدران روحها، كيف مضي هذا الحب وكأنه لم يكن؟ المشاعر المتأججة لم تعد تشتعل عند رؤيته والحديث معه … غريب،السكينة التي كانت تطلبها وتدعو بها في صلاتها… وجدتها، حين صار هذا الحب ماضي ، تنفست بعمق ، تلك الخطيئة التي ارتكبتها حين سلمت قلبها إليه دون تفكير ، هكذا الحب أعمى، قالتها وهي ترشف قهوتها المحوجة بجوز الهند، نهشت قلبها الذكريات، وكيف أحكمت غلق قلبها عليها طوال العشرة سنوات الماضية،مرت السنون وتبدلت الأحاسيس والمشاعر، تساءلت بينها وبين نفسها هل أحب ؟ أم أن الحياة أصبحت لا تحتمل القسمة علي أثنين؟ وكيف تجد الرجل الذي يسبق قلبها نحو الحب ؟ إن حلم الحب صار كابوساً حين قست روحه وغادر روحها فجأة، أخذ كل شيء … أمانها،فرحتها، هدوئها حتي قلبها لم تعد تشعر بنبضاته ، إن ما تشعر به هو أن بداخلها أجوف ، فقد حرم عليها الحب من بعده، تلك الأنانية التي لمحتها في عينيه وهو يدس لها سم كلامه في لقاء أخير بينهما،وهو يقول لها: أتمني لك الخير، أي خير وروحها تمزقت بين يديه حين أفلت قلبها عمداً، تهشم بلا رحمة، حتي لم يلتفت لبكاءها خلفه، لم تنس برودة يديه وهو يسلم عليها، خانتها دمعة عابرة سرعان ما خبأت ما ظهر منها بضحكة بلهاء علي حالها، أخذت شنطة يدها وسارت في طريقها نحو المنزل، لم يكن البيت بعيداً، كانت شاردة بعض الشيء، ربما لم تشعر بالطريق، وكأنها عمياء ،كان الطريق ضبابي أمامها، قالت لنفسها: إليكِ روحي، كيف دنست ما تبقي من حطامها من أجل شبه رجل أخذ ما يبقيه مرغوباً في عين النساء، يتنقل بينهما وكأنه فارس علي جواد جاء من بلاد الأساطير القديمة، يملأ عينه الفارغة ثم يختفي من أجل قصة جديدة، في تلك اللحظة انفجرت عيناها من البكاء وفي لحظة صمت مات معها كل شيء ، جاءت السيارة الفارهة أمامها وكأنها خلاصها الوحيد من هذه الدنيا المظلمة، أخر شيء شعرت به ، هي سيدة مسنة تنعي شبابها قبل أن تغمض عينيها إلي الأبد.