كتاب وشعراء

حين تموت الروح….بقلم حاتم خضر

حين تموت الروح وهي على قيد الحياة:
كنتُ أقول بالأمسِ
كيف يبيتُ أطفالي بلا مأوى
وكيف تنامُ أعينهم وهم جوعى
كيف يكونُ مسكنهم وهم هلكى
اليوم أصرخ يا أسفي:
مات كلُ أطفالي
من القصفِ
راحت بسمتي الحلوة… دونما رجعة
روحي الآن منقسمة ومنشقة
أعيش وحدي أُبكيهم بلا زوجي بلا ولدي
ويأبي الموت يأتيني فارتاحُ إلى الأبدِ
أعيشُ وحدي مقهورة مشردةً على وطني
فلا زوجي بجانبنا ولا أمي ولا الرضوى
ليلي صار كنهاري أجوب الأرض حيرانة
أريدُ رفاتَ أولادي أودعهم
أزف إليهم البشرى
رغم مرارة الصدمة ورغم مرارة القصفِ
أدعو الله يقبلهم كما الشهدا
أنا أمُّ وكلُ أمِّ تفهمني
وتشعر.. بهذي البلوى في الحبيبة غزة
أعيش الآن ع الذكرى
فهم تركوني في المسرى
أسير الآن بلا خلِ
وظلي بات يصحبني في ليلي وفي الغدوة
فلا الأخبار تأتيني تريحني
بأن العدو ولى.. وترك أرضيَ الرحبة
ألا يا صاحب الملكِ
أهلكهم.. شردهم
انزل طامة كبرى
حتى يذوقوا ما ذقنا
فإن الروح قد سئمت
من أوجاع لا تحصى
أظل أهيم في دربي
حتى اللحاق أنا بأهلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى