كتاب وشعراء

ذهب ابني بالأمس ليجمع أشلاء صديقه ……بقلم نعمه حسن

ذهب ابني بالأمس ليجمع أشلاء صديقه ..
كان يظنه كما رآه من ساعتين فقط .. الفارق كان اختلاف الاتجاه ..عدة خطوات بين تعبئة المياه في جالون . وجمع الأشلاء في كيس دقيق فارغ
هل يصبح الإنسان ثقيلا بعد الموت يا أمي ؟
لقد كان ينظر لي كما كان يفعل دائما بعتاب التأخير .. لقد تأخرت عليه فتفرق جسده كما افترقنا تماما ..ما بين الحياة والموت مسافة طويلة ونظرة واحدة لا تلين
كان ضحوكا يا أمي يحبني كما أحب رفقته تماما
ولكن ضحكته تاهت عن فكرة رفقتنا .. أصبح الجسد بعيدا عن ذلك الشعور بالقرب ..
لم يعد يقفز كما كان يفعل حين يمر بنا صوت الطائرات وهي تقصف ..أصبح هادئا لا يزعجه الخوف أو الجوع لا تقلقه لحظة الحب أو الفراق ..قلبه سكن وأصبح ثقيلا باردا لا يلفه شيء ولا يستطيع أن يرتجف
هكذا تذهب الجثث ثقيلة باردة دون رفاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى