يا زماناً قد أرانا العَجبَا …… بقلم // عبد القادر القردوع // اليمن

يا زماناً قد أرانا العَجبَا
كم مَحَتْ أفعالُهُ ما كَتَبا
قَدَّسَ الأخلاقَ في أقوالِهِ
وهوَ مَن يذبَحُها إن غَضِـبا
كلُّ إنسانيَّةٍ نادىٰ بها
نارُهُ تُبصِرُ فيها حَطَـبا
قِـيمُ العدلِ التى يدعو لها
لم تُغادر في الصِّراعِ الكُتُـبا
أصبحَ القانونُ قانونَ القُوىٰ
والجماهيرُ مع مَن غَلَـبا
وترىٓ الحقَّ غريباً ولِذا
أَهلُه صاروا جميعاً غُرَبا..
الأنا فيهِ غَدتْ آلهةً
بَلَغتْ من كل فِعلٍ سَبَـبا
تَئًِدُ الإيثارَ في بَيدائها
وترىٰ في طِـيبةِ الطَّبعِ غَبا..
زمنٌ لا يخجَلُ الرأسُ بهِ
أن يراهُ حاملوهُ ذَنَـبَا
لا يبالي الليلُ فيهِ
شَرَقَ الــنَّـجمُ في آفاقِهِ
أم غَرَبَـا
لم يَعُد قابيلُـهُ يحتاج أن
يُشهرَ السيفَ ويُلقي الخُطَبا
كلُّ شيءٍ زائفٌ ،
بَسْماتُهُـم لَكَ
أو دَمعٌ عليكَ انْـسكَـبا
كلُّهم باكٍ على ما فَقَدَتْ
نَفسُهُ أو باسمٌ إنْ كَسبَـا
فيهِ صارَ المالُ أسمىٰ غايةٍ
تَحْـقِـرُ العِلمَ وتُقْـصي الأَدَبا
الشهاداتُ التي أنفقَ مِن
عُمْرِهِ فيها فقيرٌ حِـقَــبا
نالَها بالمالِ ذو المال وكم
وهَبَ المالُ حقيراً مَنصِـبا
ساحرٌ لا تنتهي آياتُهّ
يُبرِئُ السُّقْـمَ ويُنسي التَّـعَـبا
زينةُ الدنيا لهذا كلُّـنا
خلفَهُ نركضُ طفلاً وأَبا
غيرَ أنّ البعضَ كي يلحَقَـهُ
تاركٌ من حِملِهِ ما وَجَبَـا
ربّما يتركُ إنسانيَّةً
أثقَلَتهُ أو ضميراً شَجَبا
زمنٌ عِبناهُ والعيبُ بنا
لم يزل يُنكرُ فينا العَرَبا
دينَهم ، أخلاقَهم ، نَخوتَهم
ما عليهم من شموخٍ وإبا..
لا تَعِـبْنا أمةً
لا يَزِرُ الــفَردُ وِزرَ الجمعِ
إن كانوا هبا..
الحكومات أَذَلَّتها وما
دَفعَتْ عن حقِّها مُغتَصِبا
مخجلٌ واقعُنا يا هُدهداً
لم يُحِط عِلماً بأوجاعِ سَبا
لو رأيتَ السدَّ يروي أَثْلَها
وهْوَ يُظـمِـي نخلَها والعِنَـبا
لَبَـعَثتَ الفأرَ مِن مَرقَدِهِ
لا تُبالي صَانَهُ أم خَرَبـا
الفريقانِ اللذانِ احتربا
والرئيسانِ اللذان انتصبا
يعلنانِ الحبَّ يا ليلى
وليلى منهما عانتْ
ولاقتْ نَصَـبا
حَسُنَـتْ حالَهُما والشعبُ مَن
ساءَ حالاً
وبكى
وانتحَـبا
هاربٌ من قسوةِ الرمضاءِ
في النار من غير شعورٍ وَثَبا
واثقٌ بالموجِ
والريحُ التي غافَلَتْهُ
جَعلتْهُ اضطربا
لم يزلْ يغرَقُ
والضوءُ الذي من فَنارٍ لاحَ يوماً
قد خَبَا
كلُّهم قال :- يداهُ أَوكَـتَا
وهو مَن كان بهذا سَببا
عبدالقادر القردوع