تراتيل لم يسمعها أحد ….بقلم مها السحمراني

في زَرْقَةٍ تمحو الوجوه ولا تُرى
أمشي وأنسج من ظنوني مدىً
ما كنتُ ضوءًا في العيون ولا دُجى
بل كنتُ فكرةَ غائبٍ لا يُهتدى
أمشي وخلفي ألف ظلٍّ قد مضى
والصمتُ يمتد رجفًا في المدى
كلُّ الخطى فيّ تنادي صمتها
والقلبُ يحفظ نغمةً لم تُرتجى
لا يسكنون الصدر لكن في الهوى
ثقلٌ يكافئ ما نُكابدهُ سُدى
وجعي خفيفٌ مثل طيفٍ عابرٍ
لكنه يجري كنصلٍ في المدى
قالوا بخيرٍ قلت نعم ولم يروا
أني أُراوغ وجعي المتقن الدُجى
أنا لا أنهار ولا أُرتب وجهي
كي لا يُقال بكت وإن بكت الدُجى
يا من تمر ولا ترى سوى الدمى
في داخلي مرج السؤال بلا ندى
كم من نزيف كنت أخفيه خفيةً
بين الثياب سرٌّ لا يُرى في الدجى
فإذا ابتسمت فهو جزء من نضوجي
لا طيب فيه ولكن الفن يُخفى
وإذا سكت فلست خواءً إنما
أقصوصة تخفي بها لحن الدُجى
ما كنت إلا ظل أنثى قد مشت
لكنها سكنت مدى لا يُرتجى
تمشي وتعلم أن في قلب الخطى
كسرًا يُخبأ في السكوت المرتجى