كتاب وشعراء

أبعاد بلا زمن ….. بقلم // أحمد مانع الركابي // العراق

قصيدة ( أبعاد بلا زمن)

لمعنىً فيه أفقان انتــميتُ
وطفتُ بدايةً فيها انتهيتُ

فلا زمنٌ هناكَ ولا حدودٌ
لأقتطع المسافةَ لو أتيتُ

نعم آمنتُ في وحي المرايا
وما حملَ الخيالُ وما رأيتُ

لأنّ ملامحي ذابت وشكلي
تلاشى في التجلي واختفيتُ

أسافرُ حينَ يحملني براقي
بعيدا والحروفُ تقولُ هيتُ

تراودني هناكَ ولستُ أدري
لماذا ما لها في الشعرِ بيتُ

يعــــبّرُ عن هيـامي حين أدنو
ويرسمُ صورةً عما لقيتُ

فخلفَ المفرداتِ هناكَ ضوءٌ
بأحضــــانٍ إليهِ أنا ارتميتُ

يكــــــادُ بريقهُ يحــتلُّ ذاتي
وأطوى مثلما فيها انطويتُ

لقد أيقنتُ أنّ الكونَ ظـــلٌّ
ومن معناهُ معنايَ احتــــويتُ

ولولا لم نكن ما كانَ يوما
ولا حيٌّ هنا وهنـــــاكَ ميتُ

لذلكَ حكمةُ التكوين عظمى
وفلسفةٌ لها دوما سعـــــيتُ

حــروفي زرقةٌ للماءِ فيــها
حياةٌ كم بفـــكرتها ارتويتُ

شوارعــها قوافٍ ليس تنسى
بها للناسِ عن حبّي حكيتُ

وعن سهدي وأمسي في الليالي
وما كســـبتْ يداي وما جنيتُ

فصوني حرفها فيها دموعي
ونارُ الشوقِ حينَ بها اكتويتُ

بها عطري وأمكنةٌ وشــــطٌ
نذورا فيه من شمعٍ رمـــيتُ

لذاكَ قصيدتي قاموسُ ذكرى
تترجمُ ما أكون وما هويـــتُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى