أظن أن الفقد يشبهك …. بقلم // سحر حسب الله // العراق

أظن أن الفقد يشبهك ،
طويلٌ كظلِ شجرة في الشتاء،
شاحبٌ كقمرٍ لم تكتمل فيه النبوءة،
منتصبٌ كتمثال نُسي في الساحة منذ قرون.
يشبهك الغياب…
يمشي على قدمين واثقتين،
وكلما ابتسم، انطفأ شيءٌ في قلبي.
أنتَ لا تُشبه الرجال، بل تشبه الموت حين يتأنّق،
تشبه الحزن إذا لبس قميصًا أبيضَ واتّكأ على الجدار.
عيناك بعيدان كالمرافئ التي لا تردّ السفن،
وشفتاك مضمومتان من شدة ما لم يُقال.
كل شيء فيك يقطر انسحابًا،
وكلما اقتربت، تفتّتت داخلي الأماني مثل زجاج رقيق.
أنت موتي الذي أتنفّسه،
موتي الذي يحمل يدي ويمشي بي في الطرقات.
كل برعمٍ في روحي أغمض عينيه حين رأى ملامحك،
كل حلمٍ خاف من جناحيك فانكفأ على عزلته.
ومع ذلك، أحبك يا موتي،
أحبك حين تهدهد روحي نحو سكونها الأليف،
أحبك، أنت الذي كلما اقترب، تذوي في يديه حياتي.
أحبك، يا موتي الحلو… الحلو،
وأبارك عذاباتك في كل فجرٍ يشبهك.
⸻
سحر حسب الله عبد