تيسير عبد يكتب :في إسرائيل وأمريكيا يقفون في مفترق طرق بالنسبة لموضوع غزة.

في إسرائيل وأمريكيا يقفون في مفترق طرق بالنسبة لموضوع غزة. وقوفهم ليس نتيجة حيرة. فلديهم خططهم الجاهزة للمرحلة القادمة. ولكنهم يتريثون ويستنفذون الأسباب:
1. يمنحون خمااس الوقت الكافي للرد الإيجابي او الاستسلام. فقد أصبحا بمعنى واحد.
2. يعالجون الأضرار الدعائية الدولية التي تسبب فيها نتنياهو في الشهور الخمسة الماضية بتجويع الغزيين.
خطتهم القديمة التي ستصل إلى رفح. لم تتغير. في خطوطها العريضة. كان فيها فعالية صغيرة لمدة 60 يوما تمثل صفقة أو استراحة وسط الطريق لإعادة ترتيب الأوراق. ثم معاودة استكمال رحلة الدبابة.
في الخطة المعدلة ستحذف فقرة الاستراحة. وستكمل الدبابة سيرها دون توقف.
حتى في وقت الحديث عن الصفقة. لم يقل اي مسؤول في الحكومة الإسرائيلية او أصحاب القرار ان الصفقة هي النهاية. ولكن الجميع أكد أنها جزئية ومحدودة لن توقف القتال.
التصريحات واللقاءات الفضائية المتكررة لقادة خمااش في الأيام الأخيرة. والتي تدور حول نفس النقاط كإسطوانة مشروخة:
الشعور بالخذلان من الأمة العربية والإسلامية ومن الرئيس ابو مازن.
نتائج هجوم 7 اكتوبر كونية وعالمية وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة. ودفعت دول اوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تحميل فشل المفاوضات لنتنياهو ولواشنطن التي لم تكن وسيطا نزيها.
الحركة بخير وقادرة على خوض حرب استنزاف طويلة. رغم تدمير غزة.
وغيرها..
لكن كل هذا لا يعبر على ان الحركة تمتلك خطة لمواجهة تصعيد الاحتلال العسكري وخططه المحتملة. خاصة في حال إذا ما قرر السيطرة على القطاع او أجزاء جديدة منه لم يدخلها من قبل. او يزيد من تضييق المساحة المتبقية غرب القطاع التي يحشر فيها المواطنون. والتي تقدر ب 30% من مساحة القطاع. أو تعالج المشكلات المتعددة التي باتت تستنزف القطاع بشكل مزمن: كالجوع والقتل والفوضى والمرض والفقر والنزوح وانتشار الأوبئة وشلل الحياة الاقتصادية والتعليمية على ابواب السنة الثالثة. وغياب الأفق السياسي إلخ.
يبدو من خطاب الحركة انها تستعد لمواجهة الخطط الإسرائيلية الجديدة المدعومة امريكيا والتي تهدف إلى التوسع العسكري الذي قد يصل إلى التهجير وإعادة الاستيطان. بأدواتها التقليدية المجربة في شهور الحرب الماضية وبسقف زمني قادم ومفتوح.
مما يرشح من تفاهمات أمريكية إسرائيلية. فإن الاحتلال تجاوز هذه الادوات. وفي طريقه لتجاوز الحركة نفسها. محاصرة الحركة من الدول الحاضنة لها منذ بداية الحرب مثل قطر ومصر بتوقيعها على بيان نيويورك لحل الدولتين. ومطالبتها بنزع سلاح الحركة. وتسليم غزة للسلطة الوطنية هي البداية لمحاصرتها سياسيا وشيطنتها النهائية.
توجد حقيقة بدأت تتضح أكثر. حتى وإن كانت عودة خمااش لحكم غزة تخدم مشروع نتنياهو السياسي التقليدي والذي لا يعرف غيره لتعزيز الانقسام. ومحاربة قيام الدولة الفلسطينية. فإنه لن يكون قادرا في المستقبل على تنفيذ هذه الخطوة لأسباب كثيرة. ولذلك من الخطأ المراهنة على هذا الاحتمال. ومن الخطأ محاولة كسب اكبر قدر من الوقت على أمل تحقيقه على حساب ما يحدث في قطاع غزة من موت ودمار يومي لا يتوقف.
توجد حقيقة ثانية لا بد من مواجهتها: ان الشعوب العربية والإسلامية التي تستغيث بهم الحركة صبح مساء. وتشعر منهم بالخذلان. لن يتحركوا. ولن يكسروا الحدود. وإن هذه الاستغاثات المستمرة مع معرفة نتائجها المسبقة لا تفعل شيئا إلا انها تطيل أمد الموت والإبادة للغزيين الأبرياء. وتمنح الحركة فرصة للتهرب من مواجهة مسؤولوياتها الأخلاقية والسياسية.