كتاب وشعراء

لا حياة لمن تنادي…..بقلم حمدي الطحان

تَعَالَىٰ صَوْتُهُ فِي كُلِّ نَادِي
يُحَذِّرُنَا مِنَ الفِتَنِ الشِّدَادِ
وجَهْلٍ صَارِخٍ يَطْغَىٰ ويَعْلُو
وعَاصِفَةِ التَّمَادِي فِي العِنَادِ
و بُحَ القَوْلُ يَصْرُخُ دُونَ يَأْسٍ
( و لَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي)
لَقَدْ سَاخَتْ بِنَا الأَقْدَامُ حَتَّىٰ
غَدَوْنَا فِي غَيَابَاتِ السَّوَادِ
فَذَاكَ كَرِيمُنَا أَضْحَىٰ رَجِيمًا
و كَاذِبُنَا المُتَوَّجَ بِالسَّدَادِ
وذَاكَ فَقِيهُنَا أَمْسَىٰ غَوِيًّا
و جَاهِلُنَا المُشَرِّعَ لِلرَّشَادِ
وبَاتَ المُعْدِمُ المَحْرُومُ عِبْئًا
و سَارِقُهُ المُشَيِّدَ لِلْبِلَادِ
أَلَا مَا أَقْبَحَ الأَقْوَامَ لَمَّا
تُغَيِّبُ عَقْلَهُمْ حُجُبُ الفَسَادِ
و فِي يُسْرٍ تُجَمِّعُهُمْ طُبُولٌ
مِنَ التَّزْييفِ والكَذِبِ المُعَادِ
ولَيْسَ يُخِيفُهُمْ لِلهِ شَرْعٌ
و لَكِنْ وَقْعُ أَسْوَاطِ العِبَادِ
أَلَا إِنَّ اجْتِرَارَ المَوْتِ أَوْلَىٰ
و أَحْلَىٰ مِنْ خُنُوعٍ و ارْتِعَادِ
و مِنْ عَيْشٍ مَعَ الأَمْوَاتِ مُرٍّ
و مِنْ فِتَنٍ شِدَادٍ فِي ازْدِيَادِ
إِذَا عَمَّ الفَسَادُ الأَرّضَ صَارَتْ
مُفَارَقَةُ الدُّنَىٰ أَسْمَىٰ مُرَادِ
فَمَنْ يُصْغِي لِصَوْتِ العَقْلِ يُصْمِي
و كُلٌّ قَدْ تَمَادَىٰ فِي العِنَادِ ؟!!!
غَدًا نَصْحُو و نَجْلُو كُلَّ خَبْءٍ
فَإِنَّ الحَقَّ مَهْمَا غُمَّ بَادِي
غَدًا يَنْزَاحُ عَنَّا مَا غَشَانَا
و رَانَ عَلَىٰ البَصِيرَةِ و الفُؤَادِ
و يَمْضِي الشَّرُّ مَهْزُومًا لَعِينًا
و تَجْمَعُ خطْوَنَا سُبُلُ الرَّشَادِ
فَرَبُّكَ لَيْسَ يُهْمِلُ قَطُّ أََمْرًا
و إِنْ يُمْهِلْ فَقَدْ أََمْلَىٰ لِعَادِ
و إِنَّ اللهَ لِلْمَظْلُومِ حِصْنٌ
فَكَيْفَ يَضِيعُ حَقٌّ لِلعِبَادِ ؟
فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ
لِقَوْمٍ قَدْ تَمَادَوْا فِي الفَسَادِ
يُنَادِي اللهُ فِي غَضَبٍ عَلَيْهِمْ
عَلَىٰ الأَشْهَادِ فِي يَوْمِ التَّنَادِي
و قَدْ وُقِفُوا بِلَا حَوْلٍ خَزَايَا
تُجَلِّلُ وَجْهَهُمْ حُجُبُ السَّوَادِ
تَرَاهُمْ مُهْطِعُينَ لِكُلِّ دَاعٍ
و أَنَّىٰ لِلْعُيُونِ مِنَ ارْتِدَادِ ؟!
عَلَيهُمْ تَشْهَدُ الأَعْضَاءُ طُرًّا
ويَشْهَدُ مَا الْتَقَاهُمْ مِنْ جَمَادِ
فَلَا تَهِنُوا و لَا تَجْزَعْ قُلُوبٌ
غَدَتْ نَهْبًا لِأَسْيَافِ العَوَادِي
دَعُوا اليَأْسَ المُطِلَّ فَعَنْ قَرِيبٍ
تُضِيءُ الشَّمْسُ آفَاقَ البِلَادِ
فَإِنَّ الحَقَّ حَتْمًا سَوْفَ يَبْقَىٰ
و رَبُّكَ مُهْلِكٌ كُلَّ الأَعَادِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى