كتاب وشعراء

‘أتظاهر بالحب …..بقلم حنان أحمد

لطالما حاولت الدفاع عن نفسي
فقد أبدو مثل مهرج وأنا أحاول الهروب
و الإختباء والسير بخطوات سريعة
أتظاهر بالقوة
وكأنني لا أعاني من فقر دم حاد
يصل بي لفقدان توازني ,
أتظاهر أنني محبوبة عند الجميع
بينما أعاني من رهاب الكلام
حتى أبدو للبعض أنني هادئة مثل برواز على حائط الكنيسة.
أجرب كلّ صباح أن أعيد حياة أبي
أمسك الجريدة بيدي اليسرى
وكوب القهوة الساخن باليمنى
أضع رجلي على الأخرى و أبدأ بحلّ الكلمات المتقاطعة ،ضاربة عرض الحائط بالتكنولوجيا
غارقة في رائحة الجريدة
و موت أبي .
فكم أنا بحاجة لمن ينقذ ما تبقى من نصوصي
المألوفة بطعم الحزن
أن يمحو أثر الخوف بين سطوري
قبل أن تضيع حياتي
فأبدو سعيدة ً بفم و فستان
و علبة مكياج لا تغني من جوع
لكني لا أعرف كيف !
لا أعرف كيف قد يتحول قلبي من غرفة صغيرة
لشوارع و مدن تزينها الضوضاء و المارة وصخب ليل لا ينتهي،
فمنذ أن أحببتك
وأنا أتظاهر بأنني شمعة
وبأنني سعيدة كما ولدتني أمي ذات ربيع.
علمتني كيف أحبو ,
كيف أمشي ,
كيف أقع من هاوية لأخرى …
وهي تصفق لي لشجاعتي بالنهوض مجددا
كان الدرس هينا ,نعم
لكن كنت يومها بجوار أمي!
ولأن الوقت سيف يقطع
وجدت هذا النص مناسبا لأكتب لك بكل شجاعتي
وأن أجمع حروفي كمن يجمع من أرضه حصاد السنة
من سيربي هذا الحب اليتيم ؟
وأين سيذهب بعد اليوم ؟
كيف سينمو لهذا الحب جناحاته ، ليجد طريق العودة ؟
ولأن هذا الحب لم يكن احتمالا
دخلته بقلب أُميّ لا يعرف لغة الفراق
بقلب نورس على أمواج الميناء
يطفو كأنه زورق صغير،
تلاعبه الرياح.
و حتى ألملم نفسي بنفسي
أبدو طفلة وإن كبرت ملامحي
بذراعيك تعيد لي ظفيرتي
أنسى كل شيء
فلا حاجة لي بأن أتظاهر أنني
لا أصلح -بعدك -للحب
وأنني من هذا الحب أحيك الشعر
وأغزله قطعة قطعة
وأن أبدو في اتزان حين أراك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى