إلى ذاك المجهول ……بقلم رشا هشام

اليوم اشتريتُ العطر نفسه
وكأنني أختبر قدرتي على البقاء حيّة وأنتَ تتسرّب من بين مسامي
فتحت الغطاء، فاندفعت رائحتك نحوي مثل لصٍّ قديم يعرف مداخل البيت
تسلّلت إلى رئتيّ، واستقرت هناك بلا استئذان
كأنها تذكّرني أنني مهما تغيّرتُ
لا زلتُ تلك التي عرفتها !
لكنّ المفارقة المضحكة أنني ما زلتُ عصبيّة
أردّ بسرعةٍ لا تليق بالأنثى “المهذّبة”
أتفاعل بحدّة وكأن كل كلمة لكمة
وأنتَ الوحيد الذي كنت تعرف أن تهدّئ هذا الجنون
وأحيانًا كنتَ تشعله أكثر فقط لتستمتع بالمشهد
وما زال اسم “غزول” يملك سُلطةً غريبة على روحي
يلويها كغصنٍ طريّ نحو الصوت
ألتفت فجأةً كمن ضبط قلبه متلبّسًا
ثم أضحك في سري على غبائي المتواصل
يا تُرى ؟
هل ما زلتُ بطلة أحلامك
أم أنّ دور البطولة أصبح لوجهٍ آخر، أقلّ درامية
وأهدأ من أن يوقظ الحلم ؟
كلّما طرقتَ بالي
أصغر وأصغر، حتى أنكمش لطفلة
تضع الغضب في جيب فستانها
وتحمل الشوق في يدها الأخرى مثل بالونٍ أحمر
تخاف أن يفلت منها في الهواء
والمؤلم !!
أنني رغم كل ذلك
ما زلت أكرهك بطريقةٍ تجعلني أشتاقك أكثر
وأشتاقك بطريقةٍ تجعلني أكرهك أعمق
وكأن قلبي قرر أن يعيش على هذه الحرب الأبدية
بين ذكراك ، وبين بوابة الخروج منك !