رؤي ومقالات

الدكتور علي الدرورة يكتب: موكب البخور

طريق البخور ــ الحلقة (20).

تطورت تجارة البخور بين اليمن ومصر فترة زمنية طويلة، إذ كانت طرق التجارة البحرية مزدهرة بين موانئ اليمن ومصر، وتُعدّ تجارة اللبان تجارة ملاحية قائمة بحدّ ذاتها بين البلدين، وفي أغلب عصور السلالات الفرعونية حيث كانت السفن تنقل اللبان إلى المعابد الفرعونية.
وقد أثبت تاريخ الحضارة المصرية في القديم بأنّ الفراعنة لهم طقوس خاصة في حرق البخور لم تكن معروفة عند الحضارات في العالم القديم، حيث كانت تمارس ذات الطقوس في حفظ واستعمال وحرق لبان البخور المخصص للمعابد.
وكان للفراعنة طقوس منفردة في تقديم لبان البخور بشكل لم تمارسه أيّ حضارة أخرى على الرغم من استعمال اللبان في معابد العالم القديم بمختلف الديانات.
ففي الحضارة المصرية حيث كان يقف صفان من الشبان والصبايا يحملون المباخر عند مرور موكب الفرعوني الذي يتبعه الوزراء والكهنة وحراس المعابد في طريقهم الى المعبد، ويُدعى ذلك: (موكب البخور)، وهذا المشهد لم يحصل عند باقي الحضارات كما أسلفت القول، فقد كانت المباخر لها وضع مختلف عند السومريين والأكاديين والآشوريين وكذلك في معابد الصين والهند وإيران.
والغريب في الأمر أنه لا يوجد مباخر في الآثار التي تم العثور عليها في المقابر الفرعونية، ولا تجد ذلك معروضًا في المتاحف ضمن مقتنيات كلّ فرعون.
بينما نجد نقوش المباخر موجودة، ولكنها على نطاق محدود وفي ذات الوقت لا تكاد تحمل ملامح فنية تعكس الثقافة الفرعونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى