تقارير وتحقيقات

جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية لخدمة أجندتها؟

في الآونة الأخيرة، شهدت القضية الفلسطينية تحركات دولية لافتة، تمثلت في اعترافات رسمية من عدة دول أوروبية بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها كثيرون دعمًا رمزيًا ومعنويًا للشعب الفلسطيني وسط استمرار الصراع. غير أن إعلان حركة حماس نسب هذا التطور إلى “صمودها ومقاومتها”، أثار جدلاً واسعًا على المستويين المحلي والدولي.

يرى مراقبون أن محاولة حماس تبنّي هذا الإنجاز الدبلوماسي قد تحمل طابعًا سياسيًا أكثر منه واقعيًا، إذ أن مسار الاعترافات بدولة فلسطين يمتد لسنوات طويلة، وجاء نتيجة جهود دبلوماسية فلسطينية متراكمة من قبل السلطة الوطنية ومنظمة التحرير، إلى جانب تأييد شعبي عالمي متزايد للقضية الفلسطينية، خاصة بعد تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة.

وتشير تحليلات سياسية إلى أن سعي حماس لربط الاعترافات الدولية بأدائها في الميدان يهدف إلى إعلان “نصر معنوي” يغطي على حجم الدمار والخسائر التي لحقت بالسكان المدنيين في القطاع نتيجة جولات التصعيد الأخيرة. ويرى هؤلاء أن هذه الرواية تخدم في آنٍ واحد المصالح السياسية لحماس، كما تُسهم من زاوية أخرى في ترسيخ الانقسام الداخلي، وهو ما يتقاطع – وإن بشكل غير مباشر – مع استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى إضعاف وحدة القرار الفلسطيني.

من جانب آخر، يشدد محللون على ضرورة التمييز بين الإنجاز الدبلوماسي كمكسب وطني جامع، وبين توظيفه لأغراض فصائلية. ويؤكدون أن استمرار الانقسام الفلسطيني يُضعف من قدرة الفلسطينيين على استثمار الزخم الدولي لبناء موقف موحد قادر على الضغط نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

في ظل هذه التطورات، تبقى الدعوة إلى مراجعة الخطاب السياسي الفلسطيني وتوحيده مطلبًا ملحًا، إذا ما أُريد تحويل التعاطف الدولي إلى نتائج ملموسة على الأرض، بدل أن يُستهلك في صراعات داخلية تُضعف الهدف الأساس: إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى