كتاب وشعراء

رمادٌ يمتد حدَّ الخواء…..بقلم نورالدين كويحيا/ المغرب.

أقُول: أحبكِ،
أقولها من بعيد…
لأن لا يدان لي كي أمسك يدكِ
لا قدمان كي نذرع الطَّريق مشياً
ونحن نردِّد أغنيات الطفولة
ونذكِّر بعضنا بكلِّ الظلال
التي عبرت فوق قلبينا.

قضمتِ الحربُ أطرافي،
والباقي مني
يموت كل يومٍ: جوعاً.

أقول: أحبكِ،
لا وردة أزرعها
في حقيبتكِ البنفسجية
كلُّ ما هنا.. الآن
رمادٌ يمتد حدّٰ الخواء.

كان بيتي هنا،
والحشائشُ المتشابكة
تلك التي تذكرني بيدينا
حين يشتد البرد.

كان بيتكِ بالقرب منه أيضاً
لكن،
ودون سابق إنذار
تسلل الموت…
مدَّ ذراعيه فوقهما
ظنناه في البدء صفصافةً
وكنتِ من الشرفة
تشيرين إلى عصفورين
قلتِ حينها:
أنظر،
هل سنبني يوماً ما
بيتنا كما يفعلان؟
لم يكن أحدنا يدرك
أنهما قذيفتين
حتى طالنا هذا اليباسُ
وخرجنا بلا أطرافٍ
وبقلوبٍ مُتفتِّتة.

أقول: أحبكِ
والمساءُ فقد سرِّيته،
البحرُ مرآةُ أطلالٍ
وهذا الغيم
يلدُ الدم بدل النَّدى.

أقول: أحبكِ،
وفي المسافة التي تفصل
قبركِ عن قبري
نمدُّ سعف الغيم
ونمطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى